محمد التاجي: عبد الوارث عسر فتح لي أبواب الفن دون قصد.. ولم يشجعني | فيديو

كشف الفنان محمد التاجي عن الجذور التي ربطته بالفن، مؤكدًا أن علاقته القوية بجده الفنان القدير عبد الوارث عسر كانت الدافع الأول نحو دخوله المجال الفني، رغم أن ذلك لم يكن نتيجة تشجيع مباشر أو دعم صريح.
بداية الطريق إلى الفن
تحدث محمد التاجي، في لقاء خاص جمعه بالإعلامي شادي شاش في برنامج "ستوديو إكسترا" على قناة "إكسترا نيوز"، عن العلاقة الخاصة التي جمعته بجده خلال سنواته الأخيرة، حيث قال إنه كان يلازمه في أغلب أوقاته، ويصطحبه إلى مواقع التصوير، ويقرأ له السيناريوهات نتيجة ضعف بصره، مضيفًا: "كنت أرافقه في كل مشاويره، ومن خلال هذه العِشرة بدأت أفتن بعالم الفن، خاصة بعدما رأيت حجم الاحترام الذي كان يحظى به من الناس، وهو ما جعلني أحب هذه المهنة."
وأوضح محمد التاجي أن تلك التجربة اليومية قربته من كواليس الفن بشكل طبيعي، وجعلته يعيش الأجواء الفنية دون أن يقصد، مما زرع داخله شغفًا مبكرًا بالمجال.
جدي لم يشجعني
ورغم هذه العلاقة الوثيقة، أكد محمد التاجي أن جده لم يكن مشجعًا له على دخول الفن، بل كان يتحفظ على الفكرة، ليس رفضًا للمجال، بل خوفًا عليه من صعوبات الطريق الفني التي عايشها عبد الوارث عسر بنفسه.
وقال محمد التاجي: "جدي لم يشجعني لأنه كان يرى أن هذا الطريق شاق، وكان يشفق عليّ من المعاناة التي عاشها. وعندما بدأت أخوض التجربة، شعرت بصدق مشاعره، واكتشفت كم أن هذا المجال مرهق."
وأوضح محمد التاجي أن الفنان الكبير لم يمنعه صراحة من دخول المجال، بل تعامل مع الأمر بحكمة وتحفّظ، واضعًا اسم العائلة في الحسبان، حيث كان حريصًا ألا يرتبط اسم "عبد الوارث عسر" بأي تجربة غير ناضجة أو تفتقد الموهبة.
شرط مثير في المسيرة الفنية
تحدث محمد التاجي عن إحدى الجمل المؤثرة التي قالها له جده، والتي تلخّص فلسفته في التعامل مع رغبة الحفيد في دخول الفن، إذ قال: "كان يقول لي: إذا كنت مصرًّا على أن تسلك هذا الطريق، فامضِ فيه.. لكنه لم يمد لي يد العون أو يفتح لي الأبواب."
ورأى محمد التاجي أن هذا الموقف كان نابعًا من إحساس بالمسؤولية تجاه الإرث الفني للعائلة، وخوفًا من أن يُساء إلى اسم عبد الوارث عسر إذا لم يكن الحفيد على مستوى التحدي والموهبة.
وأضاف محمد التاجي أن مرور السنوات وتراكم التجارب جعله يفهم جيدًا وجهة نظر جده، وأن هذا الموقف الصارم كان في الحقيقة دافعًا له لبذل المزيد من الجهد لإثبات ذاته بعيدًا عن المجاملة أو الوساطة.

الموهبة وحدها لا تكفي
اختتم محمد التاجي حديثه بالتأكيد على أن دخول عالم الفن يتطلب أكثر من مجرد موهبة، بل يحتاج إلى صبر طويل، وعزيمة قوية، ووعي كامل بتفاصيل المهنة، وهي الأمور التي لم يكن ليدركها لولا تجربته الشخصية.
وقال محمد التاجي: الطريق الفني ليس مفروشًا بالورود، وما تعلمته من جدي أن الاحترام في هذه المهنة لا يُمنح بسهولة، بل يُنتزع بالاجتهاد والصدق والاحترام للناس وللفن ذاته."
بهذه الكلمات، رسم محمد التاجي صورة صادقة لرحلته في عالم الفن، منطلقًا من ظل عملاق مثل عبد الوارث عسر، إلى طريق صنع فيه لنفسه مكانة مستقلة بجهده ورؤيته.