خالد الجندي: الصحبة الصالحة علامة من علامات القرب من الله

أكد الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، أهمية الصحبة الصالحة كعلامة من علامات القرب من الله تعالى، مستشهدًا بقوله تعالى: "واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه"، موضحًا أن الإنسان الصالح يتميز بصحبته للذين يداومون على ذكر الله والدعاء له بإخلاص.
وجود الفرد في بيئة صالحة يُعينه على الثبات
وأوضح الجندي خلال حلقة برنامج "لعلهم يفقهون"، المذاع عبر قناة دي إم سي، أن وجود الفرد في بيئة صالحة يُعينه على الثبات على الطاعة، حتى وإن كانت طاقته الإيمانية منخفضة، حيث إن الصحبة الصالحة تُشجع الفرد على التمسك بطريق الهداية والاستقامة.
وأشار إلى أن "الذي يدعو الله ويذكره باستمرار، هو إنسان له كبير"، في إشارة إلى أنه يخاف الله ويتقيه، مما يجعله أهلًا للثقة والصحبة، كما نوه إلى أهمية التوقف عند هذه القاعدة، قائلاً: "اوعى تتصاحب على اللي مالوش كبير"، أي الذي لا يخاف الله ولا يخشى عقابه، مشددًا على أن من لا يحمل ولاءً لخالقه، فلن يكون مخلصًا في صداقته مع البشر.
التقصير في حقوق الله مؤشر على التقصير في باقي الواجبات
وواصل حديثه قائلاً: "إذا رأيت رجلاً يضيع الصلاة، فاعلم أنه سيضيع غيرها"، مستشهدًا بكلام الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه، للتأكيد على أن التقصير في حقوق الله مؤشر على التقصير في باقي الواجبات، مؤكدا أن الإنسان الذي يُقيم الصلاة، ويغض بصره، ويحفظ لسانه، ويأكل من الحلال، هو شخص يُؤتمن، ويمكن الاعتماد عليه، واصفًا إياه بأنه "رجل محترم يُمكن أن تفتح له بيتك وأنت مطمئن".
"لا تصاحب إلا مؤمنًا، ولا يأكل طعامك إلا تقي"
وفي السياق ذاته، أشار الجندي إلى حديث النبي صلى الله عليه وسلم: "لا تصاحب إلا مؤمنًا، ولا يأكل طعامك إلا تقي"، مؤكدًا أن اختيار الصاحب يجب أن يكون مبنيًا على التقوى، وأن لا يُؤتمن على البيت والأسرار إلا من يخاف الله.
واختتم حديثه بالتنبيه إلى أن من يصاحب من لا يخشى الله لا يحق له أن يتفاجأ من خيانته أو إفشاء سره، قائلاً: "إذا صادقت من لا ولاء له لله، فلا تنتظر منه ولاءً لك"، مشددًا على أن الخوف الحقيقي يجب أن يكون من الذين لا يخافون الله، لأنهم لا يملكون وازعًا يردعهم عن الأذى.