وسط تدمير الطرق وغياب الممرات الآمنة.. مأساة النزوح في غزة تتفاقم

أكد بشير جبر، مراسل قناة القاهرة الإخبارية من مدينة دير البلح وسط قطاع غزة، أن الأوضاع الإنسانية تزداد سوءا مع استمرار العدوان الإسرائيلي، حيث تتعرض الأحياء الغربية والشمالية من مدينة غزة، مثل حي النصر والشيخ رضوان ومخيم الشاطئ، لقصف عنيف من الطائرات المروحية الإسرائيلية، مشيرا إلى أن هذه الأحياء مكتظة بالسكان، وبعضهم من النازحين الذين فروا مسبقا من شرق المدينة، ما يجعل القصف بمثابة إزاحة قسرية تحت النار، لإجبار الناس على التوجه جنوبًا.
حركة النزوح مستمرة
وأضاف جبر، خلال رسالة على الهواء، أن حركة النزوح باتجاه الوسطى وخان يونس مستمرة، وأن شارع الرشيد الساحلي هو الممر الرئيسي للنازحين، رغم كونه طريقا مدمرا ووعرا، موضحا أن الغالبية تضطر للسير لمسافات قد تصل إلى 20 كيلومترا على الأقدام، في ظروف مأساوية ومنهكة، أما طريق صلاح الدين، الذي تدعي إسرائيل فتحه، فهو يمر عبر حواجز عسكرية ونقاط تفتيش خطرة، ما يعرّض حياة النازحين لخطر مباشر، ويؤكد مجددا غياب أي ممرات إنسانية آمنة.
غياب الملاجئ وارتفاع التكاليف
وأشار جبر إلى أن المأساة لا تتوقف عند النزوح، بل تتفاقم مع غياب الملاجئ وارتفاع التكاليف، حيث تجاوزت تكلفة الانتقال والخيام 5000 دولار للعائلة الواحدة، كما أن مناطق النزوح نفسها لم تعد آمنة، إذ شنت إسرائيل غارات جوية على مخيم النصيرات وغرب خان يونس، ما يؤكد أن لا مكان آمن في غزة.
في وقت سابق، قال بشير جبر، مراسل القاهرة الإخبارية من النصيرات، إن الاحتلال الإسرائيلي كثّف عملياته العسكرية على مدينة غزة منذ فجر اليوم، ما أسفر عن سقوط أكثر من 53 شهيدًا حتى اللحظة، في ظل استخدام مفرط للقوة من خلال الغارات الجوية والقصف المدفعي المتواصل، مشيرا إلى أن الآليات المتفجرة والروبوتات المفخخة التي دفعت بها القوات الإسرائيلية إلى قلب المدينة تسببت في دمار واسع للأحياء السكنية، وأجبرت الآلاف من السكان على النزوح قسرًا نحو مناطق الوسط والجنوب، في مشهد يعيد إلى الأذهان الأيام الأولى من العدوان على القطاع.
عمليات النزوح الجارية
وأضاف خلال رسالة على الهواء، أن عمليات النزوح الجارية تتسم بالفوضى وانعدام الأمان، مع غياب كامل لأي ضمانات إنسانية أو ممرات آمنة، وسط ظروف إنسانية صعبة للغاية، موضحا أن الاحتلال يسيطر على نحو 84% من مساحة قطاع غزة، وهو ما يعني أن المناطق المتبقية – وخاصة في الجنوب – لم تعد قادرة على استيعاب الأعداد المتزايدة من النازحين، مشيرا إلى أن العديد من الأسر الفارة عبّرت عن يأسها وعدم معرفتها بمصيرها، قائلة إنها "تهرب من نيران الاحتلال إلى المجهول"، في ظل انعدام الملاجئ أو الخيام، وارتفاع أسعار وسائل النقل، وغياب أي بنية تحتية قادرة على التعامل مع هذه الكارثة الإنسانية.