خبير اقتصادي: مصر قادرة على تنفيذ إصلاحات وطنية دون دعم الصندوق

أكد الباحث الاقتصادي محمد محمود أن مصر تمتلك القدرة على صياغة وتنفيذ برامج إصلاح اقتصادي وطنية مستقلة، تراعي الأبعاد الاجتماعية والواقع المحلي، دون الحاجة إلى الاعتماد على برامج صندوق النقد الدولي، موضحًا أن التعاون مع الصندوق كان "استثناءً ظرفيًا" وليس قاعدة دائمة.
وقال محمود، في تصريحات خاصة لـ"نيوز رووم"، إن مصر لديها من الخبرات والكفاءات والتجارب التاريخية ما يمكنها من وضع رؤى إصلاحية متكاملة، تحقق توازنًا بين النمو الاقتصادي والعدالة الاجتماعية، دون فرض ضغوط خارجية أو مسارات جامدة لا تناسب الواقع المحلي.
خصوصية وطنية وعدالة اجتماعية
وأشار إلى أن البرامج الوطنية تختلف عن برامج صندوق النقد من حيث المرونة والعدالة، إذ تراعي خصوصية المجتمع المصري، ولا تعتمد فقط على خفض العجز أو تحرير سعر الصرف بشكل مفاجئ، بل تعتمد خططًا تدريجية تراعي الفئات محدودة الدخل، وتُقلل من آثار الإصلاح السلبية على المواطن.
وأوضح أن البرامج الوطنية تتيح للحكومة تحكمًا أكبر في آليات التنفيذ، كما تسمح بتحديد الأولويات بناءً على مصلحة الاقتصاد المحلي، وليس وفقًا لشروط مفروضة مسبقًا.
شهادة ثقة كانت ضرورية.. والآن حان وقت الاستقلال
واعتبر محمود أن التعاون السابق مع صندوق النقد كان يهدف بالأساس إلى منح الاقتصاد شهادة ثقة دولية، ما ساعد على جذب التمويل والاستثمارات من الخارج، لكنه شدد على أن المرحلة المقبلة تتطلب بناء بدائل وطنية مستقلة، خاصة في ظل المتغيرات الاقتصادية والجيوسياسية بالمنطقة.
وقال: "ما حدث من تحرير دعم أو إصلاحات مالية كان سيحدث سواء ببرنامج وطني أو بدعم من الصندوق، لكن الفرق في كيفية التنفيذ وسرعته وتأثيره على المواطنين".
رؤية وطنية لما بعد 2026
وأكد أن انتهاء البرنامج الحالي مع صندوق النقد في نوفمبر 2026 يجب أن يكون بداية لرؤية وطنية جديدة، تركز على تحقيق التنمية المستدامة، وتعزز استقلال القرار الاقتصادي المصري بعيدًا عن الإملاءات الخارجية، مع ضمان الحماية الاجتماعية للفئات الأكثر تأثرًا.
تصريحات مدبولي
وكان رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي قد أكد خلال لقائه مع رؤساء تحرير الصحف، أن مصر لن تدخل في برنامج جديد مع صندوق النقد الدولي، مؤكدًا أن الحكومة تبذل جهدًا كبيرًا لتحسين أوضاع المواطنين، قائلاً:"الإصلاحات تحتاج إلى وقت وجهد حتى نشهد تحسنًا فعليًا في جودة الحياة".