عاجل

ما حكم الدعاء وقراءة الفاتحة بعد الفراغ من الطعام لكل من ساهم فيه؟

اطعام الطعام
اطعام الطعام

أكدت دار الإفتاء أن إطعام الطعام يُعتبر من أحب الأعمال إلى الله سبحانه وتعالى، ويُستحب بعد الفراغ منه أن يُدعَى لصاحب الطعام، لما رُوي عن عبد الله بن بُسْر رضي الله عنهما قال: نزل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على أبي، فقُرِّب إليه طعام ووَطْبَة، فأكل منها، ثم أُتي بتمر فأكله، وكان يُلقي النوى بين إصبعيه ويجمع السبابَة والوسطى، ثم أُتي بشراب فشربه، ثم ناوله الذي عن يمينه، فقال أبي: خذ بِلجام دابته وادعُ الله لنا، فقال صلى الله عليه وآله وسلم: «اللَّهُمَّ بَارِكْ لَهُمْ فِي مَا رَزَقْتَهُمْ، وَاغْفِرْ لَهُمْ وَارْحَمْهُمْ» (أخرجه مسلم في صحيحه).

ما يستدل من الحديث

وعلق الإمام النووي في “شرحه على صحيح مسلم” بأن هذا الحديث يُظهر استحباب طلب الدعاء من الشخص الفاضل، ودعاء الضيف للآخرين بتوسعة الرزق والمغفرة والرحمة، وقد جمع النبي صلى الله عليه وآله وسلم في هذا الدعاء خيرات الدنيا والآخرة.

فضل قراءة سورة الفاتحة

أما قراءة سورة الفاتحة فهي مستحبة في كل موضع وزمان، لما فيها من البركة والتيمّن، وهي تُساعد على إنجاح المقاصد وقضاء الحوائج وتيسير الأمور واستجابة الدعاء، سواء في الأمور الدنيوية أو الأخروية، وهذا ما اتفق عليه علماء المسلمين سلفًا وخلفًا، وقد واظب المسلمون على هذا العمل عبر العصور. وقد جاء في القرآن: ﴿وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ﴾ [الحجر: 87]، وقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «أُمُّ الْقُرآنِ عِوَضٌ مِنْ غَيْرِهَا، وَلَيْسَ غَيْرُهَا مِنْهَا عِوَضٌ» (أخرجه الدارقطني والحاكم). وفي حديث آخر قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «يا جابر، أخبرك بخير سورة نزلت في القرآن؟» قال: بلى يا رسول الله، قال: «فاتحة الكتاب»، وأشار الراوي إلى أنها فيها شفاء من كل داء (أخرجه ابن ماجه والبيهقي).

وعليه فقد نص فقهاء الحنفية على استحسان قراءة الفاتحة عند الطعام، لما لها من فضل وبركة، فقال الإمام الخادمي في “بريقة محمودية” في باب آداب الطعام: «أما قراءة الفاتحة، فهي عن بعض العلماء، عن شرح مختصر الإحياء لعلي القاري، وقول قراءة سورة الفاتحة المشتملة على التحميد والدعاء بالاستقامة كما هو متعارف بين العامة، مستحسن خلافًا لمن منعه»

تم نسخ الرابط