عاجل

ما حكم الأذانين لصلاة الفجر، وهل يجوز قبل دخول الوقت؟.. دار الإفتاء توضح

الفجر
الفجر

مع بزوغ الفجر يبدأ يوم المسلم بنداء عظيم هو الأذان، غير أن لصلاة الصبح خصوصية تميزها عن باقي الصلوات، إذ يرتبط بها أذانان؛ وفي هذا السياق أوضحت دار الإفتاء أنه يجوز أن يُرفَع الأذان لصلاة الفجر قبل دخول وقتها، إذا كان القصد تنبيه الناس للاستيقاظ، أو إتاحة الفرصة للصائم ليتسحر، أو لمن أراد أن يقوم الليل قبل حلول الفجر، شريطة أن يكون هذا الأمر مناسبًا لأهل الحي ومتفقًا عليه بينهم. 

مشروعية الأذان الأول للفجر

مع التأكيد على ضرورة توضيح أن دخول الوقت لا يكون إلا بالأذان الثاني المبيَّن في التقويم. وقد ثبت أن للنبي صلى الله عليه وسلم مؤذنين: بلالًا وابن أم مكتوم رضي الله عنهما، وكان عليه الصلاة والسلام يلفت الانتباه إلى ذلك بقوله: «إن بلالًا يؤذن بليل، فكلوا واشربوا حتى يؤذن ابن أم مكتوم» متفق عليه

الأصل أن الأذان شُرِع للإعلام بدخول وقت الصلاة، فلا يُؤذَّن إلا بعد دخولها؛ لما رواه الشيخان عن مالك بن الحويرث رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «إِذَا حَضَرَتِ الصَّلَاةُ فَلْيُؤَذِّنْ لَكُمْ أَحَدُكُمْ». غير أن صلاة الفجر لها خصوصية، إذ أجاز الشرع الأذان لها قبل وقتها، لما جاء في الصحيحين عن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «إِنَّ بِلَالًا يُؤَذِّنُ بِلَيْلٍ، فَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يُؤَذِّنَ ابْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ»، وكان للنبي صلى الله عليه وآله وسلم مؤذنان: بلال وابن أم مكتوم رضي الله عنهما.

وقد أوضح الإمام النووي في “شرح صحيح مسلم” أن في الحديث دليلًا على استحباب الأذانين للفجر: الأول قبل دخول الوقت، والثاني عند طلوع الفجر الصادق.

واتفق فقهاء المذاهب الأربعة على مشروعية الأذان الأول للفجر، وإن اختلفت عباراتهم في تفصيل ذلك:

• الحنفية نصوا على أن الأذان قبل الوقت لا يجوز إلا في الفجر، فيؤذن له أولًا ثم يعاد بعد دخول الوقت.
• المالكية قالوا باستحباب الأذان الأول في آخر الليل، ثم وقع بينهم خلاف: هل يُكتفى به، أم يضاف أذان ثانٍ بعد طلوع الفجر؟ والمشهور عند كثير منهم استحباب الأذانين معًا.
• الشافعية أكدوا أن السنة أن يكون للمسجد مؤذنان للفجر، أحدهما يؤذن قبل طلوعه، والثاني بعده، فإن لم يوجد إلا مؤذن واحد أذَّن مرتين.
• الحنابلة أجازوا الأذان للفجر بعد نصف الليل؛ لما فيه من تنبيه النائمين والجنب واستعداد الناس للصلاة، لكنهم كرهوا تقديمه كثيرًا أو الاقتصار عليه دون أذان عند دخول الوقت.

ومع ذلك، نبه بعض الفقهاء إلى أن الأذان قبل الفجر قد يسبب لبسًا أو مشقة، خصوصًا في رمضان؛ فقد ذكر الكاساني من الحنفية أنه قد يختلط الأمر على الناس فيظنون دخول الوقت، فيقع الضرر، فكان ذلك مكروهًا. وأشار البهوتي من الحنابلة إلى استحباب ضبط وقت الأذان الأول وأن يلتزم المؤذن بوقت محدد لا يختلف، مع وجود من يؤذن عند دخول الوقت دفعًا لأي التباس.

وفي عصرنا الحاضر قلَّ احتمال وقوع هذا اللبس بفضل التقاويم الدقيقة، والساعات المنتشرة، ووسائل الإعلام التي تعلن عن دخول الأوقات.

والراجح أن الأمر في النهاية يُناط بما يراه أهل الحي مناسبًا لهم بالاتفاق مع إمام المسجد، توحيدًا للكلمة، ودرءًا للخلاف، وتحقيقًا للغاية من مشروعية صلاة الجماعة، وهي جمع القلوب على الطاعة ونبذ أسباب التفرقة

تم نسخ الرابط