عاجل

131 عامًا على ميلاد عبد الوارث عسر.. محطات في مسيرة شيخ الممثلين ومعلم الأجيال

عبد الوارث عسر
عبد الوارث عسر

يمر اليوم الثلاثاء، 16 سبتمبر، ذكرى مرور 131 عامًا على ميلاد شيخ الممثلين ومعلمهم الفنان القدير عبد الوارث عسر، الذي وُلد عام 1894، وارتبط اسمه بتاريخ السينما المصرية كأحد أعمدتها الراسخة وصوتها المميز. ويُعد عبد الوارث عسر واحدًا من القلائل الذين جمعوا بين الموهبة الفطرية والثقافة العميقة، وبين الأداء التمثيلي الرفيع والدور التعليمي والإرشادي لأجيال كاملة من الممثلين.

الفنان القدير عبد الوارث عسر

منذ بداياته الأولى، كان عشق اللغة العربية والأدب حاضرًا في تكوينه الفني، فقد درس الأدب العربي بعمق، وهو ما انعكس على أدائه التمثيلي المميز وقدرته الفريدة على الإلقاء وضبط مخارج الحروف. وقد جعله ذلك ليس فقط ممثلًا بارعًا في أدواره، بل أيضًا معلمًا لغيره من النجوم، حيث تتلمذ على يديه عدد من كبار فناني زمن الفن الجميل الذين تعلموا منه أصول الإلقاء وفنون الأداء، وهو ما أكسبه عن جدارة لقب شيخ الممثلين.

على مدار مسيرته الطويلة، قدّم عبد الوارث عسر رصيدًا ضخمًا من الأعمال السينمائية التي ما زالت حاضرة في ذاكرة المشاهدين، وتم تصنيف العديد منها ضمن قائمة أفضل 100 فيلم في تاريخ السينما المصرية. ومن أبرز أفلامه الخالدة: شباب امرأة مع تحية كاريوكا وشكري سرحان، الوسادة الخالية مع عبد الحليم حافظ، لا تبكي يا حبيب العمر، المرأة التي غلبت الشيطان، صراع في الوادي مع فاتن حمامة وعمر الشريف، البؤساء، والأستاذة فاطمة.

لم يكن عسر مجرد ممثل يؤدي أدواره بإتقان، بل كان أيضًا أديبًا وكاتبًا، حيث ألّف كتابًا مهمًا في فن الإلقاء، أصبح فيما بعد مرجعًا للدارسين والمهتمين بالمسرح والسينما. ومن خلاله نقل خبراته الطويلة ونصائحه العملية للأجيال الجديدة، مؤكدًا أن التمثيل ليس مجرد موهبة، بل علم يُدرس وقواعد تُتقن.

كما ارتبط اسمه بالأدوار التي جسّد فيها صورة الأب المصري الطيب الحنون، أو المعلم الحكيم، ما جعله قريبًا من وجدان الجمهور، وأكسبه حبًا استثنائيًا لا يزال حاضرًا رغم مرور أكثر من أربعة عقود على رحيله. وكان حضوره في الأفلام دائمًا يحمل بعدًا إنسانيًا ورسالة أخلاقية، جعلت منه نموذجًا للفنان الملتزم الذي يجمع بين الفن والرسالة.

أما عن محطاته الأخيرة، فقد كان فيلمه لا عزاء للسيدات مع سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة عام 1979 آخر أعماله السينمائية، بينما اختتم مشواره الدرامي بمشاركته في المسلسل الشهير أحلام الفتى الطائر مع الزعيم عادل إمام، والذي عُرض عام 1978 وترك أثرًا كبيرًا لدى الجمهور.

وفاته

رحل عبد الوارث عسر عن عالمنا في عام 1982 بعد رحلة حافلة بالعطاء، لكنه ترك وراءه إرثًا فنيًا وثقافيًا سيظل خالدًا في الذاكرة، ليس فقط من خلال أعماله السينمائية والدرامية، بل أيضًا من خلال الأجيال التي علّمها وأسهم في تكوينها الفني. وفي ذكرى ميلاده الـ131، يبقى عبد الوارث عسر شاهدًا على مرحلة ذهبية في تاريخ الفن المصري، وواحدًا من أبرز الرموز الذين رسخوا القيم الفنية والثقافية في وجدان المجتمع.

<strong> الفنان القدير عبد الوارث عسر</strong>
 الفنان القدير عبد الوارث عسر
تم نسخ الرابط