عاجل

موروث من الفراعنة... حكاية صناعة النسيج اليدوي في سوهاج (صور)

النسيج اليدوي
النسيج اليدوي

تشتهر مدينة أخميم بمحافظة سوهاج بالنسيج اليدوي الذي تتم صناعته على النول، المتوارث من أيام الفراعنة جيلًا بعد جيل؛ وهذا ما جعل أصحاب تلك الحرفة يجيدون صناعة المنتجات ويتفوقون عن غيرهم فيها.

وأما عن أسعار تلك المنتجات التي صنعت على أيدي أحفاد الفراعنة فنجدها مرتفعة مقارنة بمثيلاتها الجاهزة في المحال التجارية، إذ أن منتجات أنوال مدينة أخميم يشارك أصحابها في مختلف المعارض ومن بينها معرض تراثنا بالقاهرة، وأثناء عرضها يقبل السياح والكثيرين من المصريين على شرائها.

منتجات في البزارات السياحية

وأيضا يبحث الذين يزورون المناطق الأثرية بالمحافظة عن تلك المنتجات المعروضة في البزارات السياحية التي تقع بالقرب من متحف سوهاج لشرائها.

ولصعوبة العمل على الأنوال الخشبية اليدوية وارتفاع أسعار المواد الخام عزف شباب الجيل الحالي عن تعلم تلك الحرفة التراثية، التي بسببها أطلق على مدينة أخميم "مانشيستر ما قبل التاريخ"؛ لصناعة منتجاتها من الحرير الطبيعي قديمًا، ومن كثرة عدد الأنوال في منازلها، وعمل العديد من أبنائها في النول.

عقود من العمل في النسيج اليدوي

ثابت حسن 68 عامًا بالمعاش، منذ أربعة عقود ويعمل في صناعة النسيج اليدوي على النول الخشبي؛ لينتج أجمل وأرقى الكوفرتات والشيلان والمفارش والستائر من القطن، بمقاسات وأطوال مختلفة، "كل الأنوال اشتغلت عليها، وصنعت كل حاجة من مشغولات النسيج، والصنعة أصبحت تجري في عروقي مجرى الدم، ومش قادر أبطلها".. بهذه الكلمات تحدث ابن مركز ومدينة أخميم عن حكاية مع تراث الأجداد.

وأضاف العم ثابت أنه يعمل رفقة صديقه العم عمر على النول المزدوج لإنتاج أكبر مقاس من الكوفرتة الألوان، مشيرًا إلى أن كل منهما له دوره على هذه النوعية من الأنوال، بحيث يكون صنايعي على الدَّف والآخر على سحَّاب التلوين.

أصابع من ذهب

فيما قال محمود السيد، في العقد الخامس من العمر أنه يعمل في تلك الحرفة أكثر من 20 عامًا على النول، مضيفًا أنه يعمل حاليًا على إنتاج طلبية من ناديل السفرة لأحد الفنادق الكبرى بالقاهرة، مضيفًا أنه يعمل معاون خدمات في أحد المصالح الحكومية وبعدها يعمل على النول لإنتاج أشكال مختلفة من المنسوجات السادة ذات اللون الواحد.

فيما قال الحاج جمال الخطيب، صاحب مصنع نول الخطيب بأخميم إنه توارث المهنة عن أجداده، وما زال يحافظ عليها من خلال عددًا من الأنوال التي يعمل عليها صنايعية بالأجر؛ لإنتاج مختلف أشكال وألوان النسيج اليدوي، مضيفًا أنه يسوق منتجاته بالبيع في معرض تراثنا أو طلبيات فنادق كبرى بالقاهرة والجيزة، مشيرًا إلى أن العائد المادي من وراء حرفة النول تراجع في الوقت الحالي مقارنة بسابق عهد الصنعة.

أثواب من النسيج

فيما أوضح العم زهران 73 عامًا بالمعاش وشهرته أبو عبدالله إنه يعمل على النول لإنتاج أتواب من النسيج اليدوي السادة المِجَّرح، والتي تستخدم في صناعة وتفصيل الستائر، مضيفًا أن يومه على النول يبدأ في السابعة صباحًا رغم برودة الشتاء وينتهي في الثالثة عصرًا؛ لإنتاج أكبر عدد من أمتار النسيج اليدوي.

تم نسخ الرابط