سياسي فلسطيني: الاحتلال ينتهج سياسة الإبادة والتجويع لفرض التهجير القسري

قالالدكتور ماهر صافي، المحلل السياسي الفلسطيني، أن ما تشهده غزة من تدمير ممنهج واستهداف للمدنيين والبنية التحتية ومؤسسات الإغاثة، وعلى رأسها الأونروا، يمثل سياسة إبادة جماعية واضحة تنفذها قوات الاحتلال الإسرائيلي، بتواطؤ دولي وصمت المنظمات الدولية.
وقال ماهر، خلال مداخلة عبر قناة اكسترا نيوز، إن استهداف الاحتلال لعشرة مبانٍ تابعة للأونروا في مدينة غزة خلال 4 أيام فقط، وقبلها استهداف طواقمها وموظفيها، يعكس نية متعمدة لتحييد المنظمة عن دورها الأساسي في تقديم المساعدات لأكثر من مليوني فلسطيني، موضحا: «الاحتلال لا يريد بقاء أي مؤسسة تدعم الفلسطينيين، وعلى رأسها الأونروا، لأنها تمثل رمزية اللاجئ الفلسطيني، وتسهم في تثبيت حق العودة».
الاستهداف يأتي في سياق مخطط إسرائيلي أمريكي مشترك
وأشار إلى أن هذا الاستهداف يأتي في سياق مخطط إسرائيلي أمريكي مشترك لتصفية القضية الفلسطينية، وخصوصًا عبر تقويض دور الأونروا وإسناد مهامها لمؤسسات بديلة أمريكية غير محايدة، في إشارة إلى ما وصفه بـ «المنظمات المدفوعة سياسيًا»، والتي فشلت في إنقاذ آلاف الجوعى والمحتاجين.
وأضاف: «منذ 27 مايو، استشهد أكثر من 5,000 فلسطيني خلال انتظارهم المساعدات، نتيجة استهداف مباشر من قوات الاحتلال. إسرائيل تستخدم سلاح التجويع كما تستخدم سلاح القتل».
وعن تصعيد جرائم الإبادة الجماعية مؤخرًا، قال « ماهر» إن الجيش الإسرائيلي يتبع سياسة «الإعدام الجماعي بدم بارد»، مشيرًا إلى أن القصف لا يستهدف فقط الأبراج والمباني السكنية، بل يشمل مدارس ومراكز إغاثية وملاجئ مكتظة بالنساء والأطفال.
وأضاف: «ما يحدث هو عملية تهجير قسري ممنهجة، ينفذها الجيش بتعليمات مباشرة من المستوى السياسي والعسكري»، لافتا إلى أن الاحتلال يريد دفع الفلسطينيين للنزوح نحو الجنوب ضمن مشروع التهجير الذي تحدّث عنه نتنياهو مرارًا».
الاحتلال لا يستهدف من يقاتله
وفي تعليقه على قمة الدوحة العربية الإسلامية الطارئة، دعا «صافي» إلى استثمار الموقف الأوروبي المتقدم، وخصوصًا من فرنسا وإسبانيا، وضرورة ترجمة المواقف إلى إجراءات فعلية على الأرض، مشددًا على أن: «الاحتلال لا يستهدف فقط من يقاتله، بل كل من يمد يد العون للفلسطينيين. يجب وقف هذا الإرهاب المنهجي عبر تحرك دولي موحد وعاجل».
وحذر «ماهر» من أن ما يحدث في غزة ليس حربًا فقط، بل مشروع إبادة منظم يستهدف اقتلاع الفلسطينيين من أرضهم بالقوة، مطالبًا بتدخل دولي فوري لحماية المدنيين وإنقاذ ما تبقى من الإنسانية في وجه آلة القتل الإسرائيلية المدعومة أمريكيًا.