ريهام عبد الغفور تبكي على الهواء متأثرة بذكرى والدها الراحل|فيديو

لم تستطع الفنانة ريهام عبد الغفور أن تخفي دموعها حين استرجعت ذكريات والدها الراحل، الفنان الكبير أشرف عبد الغفور، الذي رحل عن عالمنا تاركًا إرثًا فنيًا وإنسانيًا لا يُنسى.
وأثناء حديثها عن سيرته، وصفت وفاته بأنها "موتة عظيمة"، مؤكدة أن رحيله ترك فراغًا كبيرًا في حياتها، لكنه في الوقت نفسه شكّل لها مصدر قوة ودافعًا للاستمرار في مشوارها الفني.
ريهام، التي اشتهرت بتقديم أدوار مميزة في الدراما والسينما، تحدثت بصدق وعفوية عن والدها وعن العلاقة القوية التي جمعتهما، مشيرة إلى أن غيابه لم يغير فقط تفاصيل حياتها الشخصية، بل جعلها أكثر إصرارًا على أن تحافظ على صورته في قلوب جمهوره ومحبيه.
ذكريات لا تُنسى
وقالت ريهام إن والدها لم يكن مجرد أب، بل كان معلمًا وصديقًا وناصحًا في كل خطواتها، سواء على المستوى الفني أو الإنساني. فدائمًا ما كان يشجعها على اختيار الأدوار بعناية، وينصحها بأن الفن ليس مجرد مهنة، بل رسالة تحمل قيمًا وأفكارًا تساهم في بناء وعي المجتمع.
وتضيف أنها حتى اللحظة لا تستطيع مشاهدة بعض أعماله دون أن تذرف الدموع، لأن ملامحه وصوته لا يزالان محفورين في ذاكرتها. وتؤكد أن "الموتة العظيمة" التي وصفت بها رحيله، لم تكن مجرد كلمات، بل انعكاسًا لرحلة حياة مليئة بالرضا والإيمان والإنجازات.

وصية الأب لابنته
وأشارت في لقاء مع الإعلامية إسعاد يونس، مقدمة برنامج صاحبة السعادة، المذاع عبر قناة دي ام سي، مساء اليوم الأحد، الي أن من أبرز ما تتذكره ريهام، وصية والدها لها بضرورة الحفاظ على اسم العائلة وتاريخه الفني. فقد أوصاها بأن تكون أعمالها انعكاسًا للصدق والإبداع، وألا تبحث عن الشهرة الزائفة أو الأدوار السهلة بتلك الكلمات، كما تؤكد، ما زالت ترن في أذنيها وترافقها في كل قرار فني تتخذه.
وتشير إلى أن والدها كان نموذجًا للفنان الملتزم، الذي احترم جمهوره ولم يسعَ وراء الأضواء بقدر ما كان يسعى وراء الفن الجاد والهادف. ومن هنا ترى أن وفاته لم تُنهِ مسيرته، بل جعلت ذكراه أكثر حضورًا وقوة.
دموع على الهواء
وانهارت ريهام في البكاء عند سؤالها عن أصعب لحظة مرت بها منذ وفاة والدها. وقالت إنها لا تزال تشعر بغيابه يوميًا، خاصة في اللحظات المهمة من حياتها الفنية أو الشخصية، مثل تكريمها أو نجاح أحد أعمالها، حيث كانت تتمنى أن يشاركها تلك اللحظات.
وأكدت أن الدموع التي تنهمر حين تتذكره ليست دليلًا على الضعف، بل انعكاسًا لحب عميق وارتباط قوي، فهي ترى أن فقدان الأب لا يعوضه أي شيء في الحياة.
أثر الفقد على مسيرتها الفنية
لم يكن الحزن سببًا في تراجع ريهام عن مسيرتها، بل على العكس تمامًا، فقد حولت هذا الألم إلى طاقة إيجابية تدفعها لتقديم أفضل ما لديها. وتقول إنها تحرص دائمًا على اختيار أدوار تعكس القيم التي عاش والدها ينادي بها، لتبقى أعمالها امتدادًا لإرثه.
كما أكدت أن فقدان شخص عظيم مثل والدها جعلها أكثر نضجًا وقوة، وأنها تعلمت كيف تواجه الصعاب بروح مختلفة، مستلهمة من شخصيته القوية والإيجابية.
علاقة إنسانية استثنائية
لم تكن علاقة ريهام بوالدها قائمة فقط على النصائح الفنية، بل كانت علاقة إنسانية عميقة. فقد كان السند الذي تلجأ إليه في الأزمات، والداعم الأول لها في قراراتها. وتشير إلى أن حبه وحنانه كانا دائمًا ما يمنحانها الشعور بالأمان والثقة.
وتضيف أن ما زاد ألمها عند رحيله هو أنها كانت تعتبره صديقًا مقربًا، وليس فقط والدًا. وهذا ما جعل فقدانه بمثابة كسر لا يلتئم بسهولة، لكن ذكرى "موتته العظيمة" جعلتها أكثر إيمانًا بأن رحيله كان رحمة وكرامة من الله.
إرث فني وإنساني خالد
ترى ريهام أن أعظم ما تركه والدها ليس فقط أعماله الفنية التي لا تزال حاضرة على الشاشة، بل أيضًا سيرته العطرة بين زملائه وجمهوره. فقد كان معروفًا بأخلاقه الرفيعة، والتزامه بالقيم الإنسانية، وهو ما جعل رحيله صادمًا للكثيرين.
وتؤكد أن ذكراه ستبقى خالدة، ليس فقط في قلوب أسرته، ولكن في وجدان كل من عرفه أو تأثر بأعماله. وتقول إن مهمتها الحالية هي أن تحافظ على هذا الإرث وتستكمله بما يليق باسم والدها الكبير.
النهاية بداية جديدة
ورغم أن الموت كان نهاية لرحلة والدها في الدنيا، إلا أنه كان بداية جديدة لريهام على مستوى الوعي والنضج. فقد تعلمت من هذه التجربة أن الحياة قصيرة، وأن أهم ما يتركه الإنسان وراءه هو الذكرى الطيبة والأثر الجميل.
وتختم ريهام حديثها قائلة: "بابا علمني أن الحياة لا تُقاس بطولها، بل بما نتركه فيها من أثر. ورغم حزني الكبير على فقدانه، إلا أنني فخورة أنني ابنة رجل عاش ومات موتة عظيمة".