بعد اختراق مسيرات روسية الأجواء البولندية.. هل تدخل أوروبا مواجهة مع موسكو؟
في ظل التصعيد المتزايد شرق أوروبا، أوضح الدكتور ياسين رواشدي، المتخصص في شؤون شرق أوروبا، أن التحركات الروسية الأخيرة باستخدام الطائرات المسيّرة فوق أجواء بولندا تمثل تصعيدًا خطيرًا ورسالة مباشرة من موسكو إلى دول الناتو والاتحاد الأوروبي، تؤكد فيها أن أدواتها العسكرية قد تتجاوز حدود أوكرانيا، في إشارة إلى استعدادها لتوسيع رقعة النزاع.
التحركات الروسية لا تأتي بمعزل عن سياق التفاوض السياسي
وأشار "رواشدي" في مداخلة عبر قناة القاهرة الإخبارية إلى أن هذه التحركات الروسية لا تأتي بمعزل عن سياق التفاوض السياسي، إذ تستخدم روسيا مثل هذه التكتيكات لتعزيز موقفها التفاوضي، معتبرة أنها الطرف الأقوى القادر على فرض الشروط، حتى وإن كانت بعض هذه الشروط - مثل رفض انضمام أوكرانيا للناتو - لا تمثل أولوية حقيقية، نظرًا إلى أن كييف لم تكن تهديدًا فعليًا لموسكو قبل الحرب، ولم تكن عضوًا بالحلف حين بدأت روسيا تدخلها العسكري.
ونوه إلى أن الشرط الروسي الأساسي الذي يعطل أي تقدم في المفاوضات، هو إصرار موسكو على الاحتفاظ بالأراضي التي احتلتها، وهو ما ترفضه كييف بشكل قاطع، معتبرًا أن هذه العقبة الرئيسية في أي تسوية محتملة.
الحشد العسكري الأوروبي على الحدود الشرقية يمثل رسالة واضحة لروسيا
وفي السياق ذاته، أكد "رواشدي" أن الحشد العسكري الأوروبي على الحدود الشرقية – حيث نشرت بولندا 40 ألف جندي على حدودها مع بيلاروسيا، وأرسلت فرنسا ثلاث مقاتلات، فيما دفعت ألمانيا بـ2000 جندي و1000 مركبة إلى ليتوانيا – يمثل رسالة واضحة لروسيا بأن الناتو مستعد لأي مواجهة، وأن أي تصعيد إضافي من قبل موسكو لن يمر دون رد.
وأضاف أن هذا الحشد يصب في مصلحة أوكرانيا عسكريًا وسياسيًا، حيث يخفف الضغط على الجبهة الأوكرانية من خلال تشتيت الانتباه الروسي نحو جبهات جديدة، كما يعزز من موقف كييف أمام المجتمع الدولي كدولة تلقى دعمًا واسعًا في مواجهة الغزو الروسي.
واشنطن الجهة الوحيدة القادرة على دفع بوتين إلى طاولة المفاوضات.
وفي خضم هذه التطورات، أشار "رواشدي" إلى دعوة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي لإقامة لقاء ثلاثي يضم الولايات المتحدة وروسيا وأوكرانيا، يتبعه لقاء ثنائي بينه وبين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، موضحا أن زيلينسكي يرى في واشنطن الجهة الوحيدة القادرة على دفع بوتين إلى طاولة المفاوضات.
