عاجل

كيف فشل الغرب في تحويل التقدم الأوكراني إلى انتصار حاسم على روسيا؟

حرب روسيا وأوكرانيا
حرب روسيا وأوكرانيا

بعد أشهر من اندلاع الحرب بين روسيا وأوكرانيا، حققت القوات الأوكرانية اختراقاً بارزاً بهجومها المضاد الناجح الذي أسفر عن تحرير مدينتي خاركيف وخيرسون من قبضة القوات الروسية، وهو إنجاز شكّل فرصة ذهبية لتحقيق نصر حاسم في الصراع مع موسكو.

لكن، وفق تقرير نشره موقع "ناشيونال سكيورتي جورنال"، أدى التردد الغربي والتأخير في تقديم الدعم العسكري اللازم لأوكرانيا إلى عدم استثمار هذا الزخم بشكل فعّال، مما سمح لروسيا بإعادة تنظيم صفوفها وتعزيز تحصيناتها، وبالتالي استمرار الحرب وتعقيد الموقف على أرض المعركة.

الهجوم المضاد الأوكراني

بدأ الهجوم المضاد في صيف 2022، حيث ركّزت القوات الأوكرانية ضرباتها على خطوط الإمداد الروسية باستخدام صواريخ متوسطة المدى، ما أضعف انتشار القوات الروسية الواسع. وفي سبتمبر من نفس العام، نفّذت أوكرانيا هجوماً خاطفاً في خاركيف استغلت فيه ضعف انتشار القوات الروسية التي كانت منشغلة في منطقة خيرسون، مما أسفر عن تحرير معظم المنطقة.

كما حققت القوات الأوكرانية تقدماً على الضفة اليمنى لنهر خيرسون، الأمر الذي دفع روسيا إلى سحب قواتها من مناطق أخرى مثل لوغانسك ودونيتسك لتعزيز دفاعاتها في هذه النقاط الحرجة.

التردد الغربي وتأثيره على مسار حرب أوكرانيا

رغم هذه النجاحات الميدانية، لم تستطع أوكرانيا استغلال الفرصة بالكامل بسبب نقص الأسلحة المتطورة التي كانت تنتظرها من الدول الغربية، مثل الطائرات المقاتلة والصواريخ بعيدة المدى. 

وسمح هذا التأخير لروسيا بإعادة ترتيب قواتها وسحبها من خيرسون بطريقة منظمة تحت قيادة الجنرال سيرجي سوروفيكين، مع الحفاظ على معداتها الثقيلة، الأمر الذي دفع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى إعلان تعبئة جزئية لأكثر من 300 ألف مجند، مما عزز من قدرات الجيش الروسي على المدى الطويل.

 تردد غربي وأخطاء أوكرانية

يرى التقرير أن الفشل في تحقيق نصر حاسم يعود بشكل كبير إلى التردد الغربي، الذي كان مدفوعاً بالخوف من رد فعل روسي باستخدام الأسلحة النووية. فقد أبلغت روسيا قادة الغرب أن هزيمة كبيرة في خيرسون قد تدفع بوتين لاستخدام هذا السلاح، مما أدى إلى تباطؤ في إرسال المساعدات العسكرية.

كما أشار التقرير إلى أن البيروقراطية في توزيع الأسلحة ساهمت في منح روسيا الوقت الكافي لتعزيز دفاعاتها عبر ما عرف بـ"خط سوروفيكين"، وهو نظام تحصينات معقد شكل عقبة أمام الهجمات الأوكرانية اللاحقة في عام 2023.

إلى جانب ذلك، أخطأت كييف في تقدير حجم التعبئة العسكرية الروسية التي تضمنت تجنيد 25-30 ألف جندي شهرياً، كما أن عدم توسيع التعبئة الأوكرانية أسهم في نقص القوى البشرية، مما زاد من صعوبة الوضع على أرض المعركة.

دروس مستفادة لتايوان

يختتم التقرير بالإشارة إلى أن تردد الغرب في دعم أوكرانيا يشكل درساً مهماً للصراعات المستقبلية، خصوصاً في مناطق حساسة مثل تايوان، ففي حال اندلاع صراع مع الصين التي تتمتع بتفوق عسكري كبير، فإن التأخير في تقديم الدعم العسكري أو التدخل المباشر قد يكون له عواقب كارثية على مستقبل تلك المنطقة

تم نسخ الرابط