عاجل

ناسا: عربة "برسفيرنس" تكشف أدلة كيميائية على بيئات صالحة للحياة في المريخ

كوكب الأرض
كوكب الأرض

كشفت عربة "برسفيرانس" التابعة لوكالة ناسا، خلال استكشافها فوهة جيزيرو على المريخ، عن تفاعلات كيميائية معقدة بين المعادن والماء وربما مواد عضوية، مما يشير إلى وجود بيئات غنية بالطاقة كانت قادرة على دعم الحياة في الماضي السحيق للكوكب الأحمر.

في تطور علمي كبير، قدمت عربة المثابرة "برسفيرانس" التابعة لوكالة ناسا أدلة ملموسة تشير إلى أن الكيمياء القديمة على سطح المريخ كانت أكثر تعقيداً مما كان يُعتقد سابقاً، مما يفتح آفاقاً جديدة حول إمكانية وجود حياة على الكوكب في الماضي البعيد.

وبعد ثلاث سنوات من الاستكشاف في فوهة "جيزيرو" - التي يُعتقد أنها كانت بحيرة قديمة - أكدت العربة وجود رواسب طينية وكربونية تم رصدها سابقاً من المدار، وهي علامات على وجود الماء بوفرة. 

لكن الاكتشاف الأكثر إثارة كان العثور على معادن غير عادية، بما في ذلك عقدات دقيقة من "فوسفات الحديد" و"كبريتيد الحديد"، مغروسة داخل صخور طينية.

المعادن "المختزلة"

تكمن أهمية هذه المعادن، وخاصة الفوسفات، في دورها المركزي في العمليات البيولوجية على الأرض. 

تشير البيانات التي جمعتها أدوات "برسفيرانس" إلى أن هذه المعادن "المختزلة" تكون أكثر وفرة في المناطق التي تحتوي على تركيزات أعلى من المركبات العضوية، مما يلمح إلى تفاعلات كيميائية محتملة بين المواد العضوية والمعادن، وهي تفاعلات يمكن أن توفر مصدراً للطاقة للحياة الميكروبية.

وعلقت الدكتورة "جانيس بيشوب"، العالمة البارزة في معهد SETI والمشاركة في البحث، قائلة: "تنسيق الاكتشافات المعدنية من المدار مع القياسات الميدانية التي تجريها العربة يعطينا نظرة مفصلة على التفاعلات الكيميائية القديمة، مما يشير إلى أن بيئات المريخ القديمة كانت غنية بالطاقة الكيميائية التي قد تكون دعمت الحياة".

ولتعزيز دقة هذه الاكتشافات، استخدم فريق البحث بقيادة البروفيسور "ماريو بارينتي" من جامعة ماساتشوستس تقنيات ذكاء اصطناعي متطورة لتحليل البيانات الطيفية القادمة من مركبة الاستطلاع المدارية (MRO)، مما أسفر عن إنشاء خرائط معدنية عالية الدقة لفوهة جيزيرو كشفت عن توزيع هذه المعادن الرئيسية بتفاصيل غير مسبوقة.

وفي حين أن العمليات البيولوجية هي أحد التفسيرات المحتملة لتشكل هذه المعادن، يؤكد العلماء أن التفاعلات الكيميائية غير العضوية مع المواد العضوية تظل تفسيراً محتملاً بنفس القدر. 

الإجابة النهائية قد تأتي من عينات الصخور التي جمعتها "برسفيرانس"، والتي من المقرر أن تُعاد إلى الأرض في مهمة مستقبلية لتحليلها في المختبرات المتطورة، مما قد يميط اللثام ليس فقط عن التاريخ الكيميائي للمريخ، ولكن أيضاً عن إمكانية وجود حياة beyond Earth.

تُعد وكالة الفضاء الأمريكية "ناسا" (NASA) واحدة من أبرز المؤسسات العلمية والتكنولوجية في العالم، وقد تأسست رسميًا في 29 يوليو عام 1958 بموجب قانون صادر عن الكونغرس الأمريكي، كرد فعل مباشر على إطلاق الاتحاد السوفييتي للقمر الصناعي "سبوتنيك" عام 1957، في ذروة التنافس الفضائي خلال الحرب الباردة. الاسم الكامل للوكالة هو "الإدارة الوطنية للملاحة الجوية والفضاء"، وهي وكالة مستقلة تابعة للحكومة الفيدرالية الأمريكية، تتخذ من العاصمة واشنطن مقرًا لها، وتخضع لإشراف مباشر من وزارة العلوم والتكنولوجيا.

منذ نشأتها، تولت ناسا قيادة برامج استكشاف الفضاء المدني في الولايات المتحدة، وحققت إنجازات تاريخية أبرزها برنامج "أبولو" الذي توّج بهبوط أول إنسان على سطح القمر عام 1969، وهو رائد الفضاء نيل أرمسترونغ. كما أطلقت الوكالة برامج أخرى مثل "ميركوري"، "جيميني"، و"مكوك الفضاء"، إضافة إلى دعمها لمحطة الفضاء الدولية ومشاركتها في برنامج "أرتميس" الذي يهدف إلى العودة إلى القمر واستكشاف المريخ.

تتنوع مهام ناسا بين الرحلات المأهولة وغير المأهولة، وتُشرف على تطوير تقنيات الطيران، وإجراء أبحاث علمية في مجالات الفيزياء الفلكية، علوم الأرض، ودراسة الشمس والكواكب. ومن أبرز أدواتها العلمية تلسكوب "جيمس ويب" الفضائي، ومركبات الاستكشاف مثل "بيرسيفيرانس" على سطح المريخ.

تُعد ناسا أيضًا مصدرًا رئيسيًا للابتكار، حيث ساهمت تقنياتها في تطوير العديد من التطبيقات المدنية، من أجهزة الكشف عن الدخان إلى تقنيات الاتصالات والملاحة الجوية. وتبلغ ميزانيتها السنوية نحو 25.4 مليار دولار، ما يعكس حجم الاستثمار الأمريكي في علوم الفضاء والتكنولوجيا المتقدمة.

تم نسخ الرابط