حكم القراءة الجماعية للقرآن مشروعة أم بدعة؟.. مفتي الجمهورية يوضح

أكد الدكتور نظير عياد مفتي الجمهورية، قراءة القرآن الكريم بصورة جماعية، جائزة شرعًا، وليست من البدع كما يزعم البعض، مشيرًا إلى أن الحديث الذي يُستدل به في معارضة هذا الأمر قد فُهم على غير مراد النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
وأوضح مفتي الجمهورية أن النهي الوارد في الحديث كان بقصد منع التشويش بين القرَّاء أو على المصلين في المسجد، وليس المنع المطلق من القراءة الجماعية، مضيفًا أن البدعة المذمومة شرعًا هي التي تتضمن الطعن في الدين أو الإضافة إليه بغير دليل، أما قراءة القرآن جماعيًّا، فهي من الأمور المستحبة، مستشهدًا بقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «خيركم من تعلم القرآن وعلمه»، وقوله: «ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله، يتلون كتاب الله ويتدارسونه فيما بينهم، إلا نزلت عليهم السكينة، وغشيتهم الرحمة، وحفتهم الملائكة، وذكرهم الله فيمن عنده».
مفتي الجمهورية: الطعن في السنة النبوية ليس ظاهرة حديثة
في سياق متصل أكد الدكتور نظير عياد، مفتي الجمهورية أن الطعن في السنة النبوية ليس ظاهرة حديثة، بل امتداد لمحاولات قديمة تهدف إلى النيل من الإسلام وهدمه من الداخل.
أوضح مفتي الجمهورية أن الدعوات التي تهاجم السنة النبوية ليست جديدة، لكنها تعود إلى فترات تاريخية مختلفة، حين حاول البعض التشكيك في الأحاديث النبوية بدعوى الاكتفاء بالقرآن الكريم وحده ورفض السنة.
وأشار أن هذا الطرح يتجاهل حقيقة أن القرآن ذاته يأمر باتباع النبي صلى الله عليه وسلم، مستشهدًا بالآية الكريمة: "وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا" (سورة الحشر: 7)، ما يعني أن السنة جزء لا يتجزأ من التشريع الإسلامي.
وشدد مفتي الجمهورية على أن السنة النبوية ليست مجرد أقوال النبي صلى الله عليه وسلم، بل تشمل أيضًا أفعاله وتقريراته وصفاته، مما يجعلها منهجًا متكاملًا للحياة الإسلامية.
وأشار مفتي الجمهورية إلى أن علماء الحديث بذلوا جهودًا جبارة على مدار قرون في جمع الأحاديث وتمييز الصحيح منها عن الضعيف، وهو ما نتج عنه تراث حديثي موثوق يعتمد عليه المسلمون في فهم دينهم.