مفتي الجمهورية: الطعن في السنة النبوية محاولة لهدم الإسلام (فيديو)

أكد فضيلة الدكتور نظير عياد، أمين عام مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف، أن الطعن في السنة النبوية ليس ظاهرة حديثة، بل امتداد لمحاولات قديمة تهدف إلى النيل من الإسلام وهدمه من الداخل.
جاء ذلك خلال حديثه في البرنامج الرمضاني اليومي "اسأل المفتي"، الذي يقدمه الإعلامي حمدي رزق على قناة "صدى البلد"، حيث تناول فضيلته قضية الطعن في السنة وأهميتها كمصدر أساسي للتشريع الإسلامي إلى جانب القرآن الكريم.
الطعن في السنة
أوضح الدكتور"نظيرعياد" أن الدعوات التي تهاجم السنة النبوية ليست جديدة، لكنها تعود إلى فترات تاريخية مختلفة، حين حاول البعض التشكيك في الأحاديث النبوية بدعوى الاكتفاء بالقرآن الكريم وحده ورفض السنة.
وأكد أن هذا الطرح يتجاهل حقيقة أن القرآن ذاته يأمر باتباع النبي صلى الله عليه وسلم، مستشهدًا بالآية الكريمة: "وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا" (سورة الحشر: 7)، ما يعني أن السنة جزء لا يتجزأ من التشريع الإسلامي.
السنة النبوية
وشدد فضيلته على أن السنة النبوية ليست مجرد أقوال النبي صلى الله عليه وسلم، بل تشمل أيضًا أفعاله وتقريراته وصفاته، مما يجعلها منهجًا متكاملًا للحياة الإسلامية.
وأشار إلى أن علماء الحديث بذلوا جهودًا جبارة على مدار قرون في جمع الأحاديث وتمييز الصحيح منها عن الضعيف، وهو ما نتج عنه تراث حديثي موثوق يعتمد عليه المسلمون في فهم دينهم.
جهود العلماء
تطرق الدكتور"عياد" إلى جهود العلماء المحدثين، مشيدًا بدورهم العظيم في الحفاظ على السنة النبوية من التحريف والتزييف.
وذكر أن الإمام البخاري – أحد أبرز علماء الحديث – كان نموذجًا يُحتذى به في دقة البحث والتحري عن صدق الرواة قبل تدوين الأحاديث.
الإمام البخاري
ضرب فضيلته مثالًا بقصة الإمام البخاري عندما رفض تدوين حديث منسوب للنبي صلى الله عليه وسلم على لسان رجل رآه يخدع فرسه بإيهامه أن هناك طعامًا في ثوبه، رغم عدم وجود شيء.
وقال الدكتور عياد: “رفض البخاري الأخذ بحديث ذلك الرجل لأنه رأى أن من يكذب على فرسه قد يكذب أيضًا في رواية الحديث النبوي”، وأوضح أن هذه القصة تعكس المنهج الصارم الذي اتبعه علماء الحديث في التحقق من صدق الرواة لضمان صحة الأحاديث.

فهم الإسلام الصحيح
وأكد الدكتور نظير عياد أن السنة النبوية لا يمكن فصلها عن القرآن الكريم، فهي المفسر والمكمل له، وتابع موضحًا أن من يدعون الاكتفاء بالقرآن فقط يتجاهلون أن كثيرًا من الأحكام الشرعية لا يمكن تطبيقها عمليًا إلا من خلال السنة، مثل تفاصيل الصلاة والصوم والزكاة وأحكام المعاملات.
ودعا المسلمين إلى تحصين عقولهم ضد دعاوى التشكيك في السنة النبوية، والرجوع إلى العلماء الموثوقين لفهم أمور دينهم على الوجه الصحيح، كما دعا إلى دعم الجهود المبذولة لتوضيح مكانة السنة في الإسلام، مشددًا على أن الحفاظ على التراث الحديثي هو جزء من الحفاظ على هوية الأمة الإسلامية وثوابتها.