في ذكرى ميلاد رياض القصبجي.. ما الذي فصل بين الشاويش عطية وإسماعيل ياسين؟

تحل اليوم ذكرى ميلاد الفنان الكبير رياض القصبجي، الذي ارتبط اسمه في وجدان الجمهور بشخصية “الشاويش عطية”، ونجح من خلالها في تكوين واحد من أشهر الثنائيات الكوميدية مع نجم الكوميديا إسماعيل ياسين. وبرغم مشواره الفني الحافل بالنجاحات، فإن نهاية حياته حملت مأساة كبرى، وظل السؤال مطروحًا: ما الذي فصل بين الشاويش عطية وإسماعيل ياسين؟
من “مساري” إلى نجم كوميديا
بدأ رياض القصبجي حياته العملية موظفًا بسيطًا في السكة الحديد كـ”مساري”، لكنه انضم إلى جماعة التمثيل الخاصة بالهيئة، والتحق بعدها بفرقة أحمد الشامي المسرحية، ليبدأ شغفه بالفن. ومع الوقت، ذاع صيته في الوسط الفني، لينضم إلى فرق كبار المسرح مثل علي الكسار وجورج أبيض، ثم يجد فرصته الذهبية في السينما بجوار إسماعيل ياسين.
الشاويش عطية.. علامة بارزة
اشتهر القصبجي بتجسيد شخصية “الشاويش عطية” في معظم أفلام إسماعيل ياسين، حتى أصبح تميمة الحظ بالنسبة له. ورغم أن الجمهور كان يعرفه بهذا الاسم أكثر من اسمه الحقيقي، إلا أنه قدّم شخصية محببة صنعت له شعبية كبيرة. من أبرز أفلامه: إسماعيل ياسين في الجيش، إسماعيل ياسين في البوليس السري، إسماعيل ياسين في مستشفى المجانين، إسماعيل ياسين في الطيران، إسماعيل ياسين في الأسطول، ابن حميدو، العتبة الخضراء، شارع الحب، لوكاندة المفاجآت.
القطيعة مع إسماعيل ياسين
ورغم هذا النجاح الكبير، إلا أن علاقة القصبجي بإسماعيل ياسين انتهت على نحو مؤلم. فقد حكى نجله فتحي القصبجي أن والده أصيب بالشلل النصفي بعد ارتفاع ضغط الدم، وظل يعاني سنوات طويلة، وخلال مرضه زاره العديد من الفنانين مثل نور الدمرداش، وتوفيق الدقن، وفريد شوقي الذي كان يجلب لهم الطعام بنفسه. لكن الغريب أن إسماعيل ياسين لم يزره على الإطلاق.
وقال فتحي القصبجي: “أبي كان يسأل: طيب هو أنا عملت فيك إيه يا إسماعيل؟ إحنا كنا إخوات يا أخي.. طب تعالى زورني وأنا عيان”. وأكد أن القصبجي تأثر نفسيًا بشدة بهذا الموقف، خصوصًا بعدما لم يحضر ياسين حتى عزاءه، وهو ما شكّل صدمة كبيرة للعائلة.
الحياة الخاصة
تزوج رياض القصبجي مرتين، ورُزق بولدين: محمود (فايق) من زوجته الأولى، وفتحي من زوجته الثانية. وفي سنواته الأخيرة استدعاه المخرج حسن الإمام للمشاركة في فيلم الخطايا أمام العندليب عبد الحليم حافظ، لكنه انسحب لعدم تمكنه من الوقوف أمام الكاميرا بسبب حالته الصحية.
ظل القصبجي يصارع المرض حتى رحل بعد مشوار فني حافل ترك خلاله بصمة مميزة في تاريخ الكوميديا المصرية، وسيبقى اسمه خالدًا في ذاكرة الفن، حتى لو ظل الجمهور يعرفه بـ”الشاويش عطية”.