عاجل

حقنة ذاتية الحقن.. ثورة جديدة في عالم وسائل منع الحمل

منع الحمل
منع الحمل

في تطور علمي واعد، يعمل باحثون أمريكيون على تطوير حقنة جديدة لمنع الحمل يمكن للمرأة أن تحقنها بنفسها في المنزل، مما يوفر بديلاً عملياً للحبوب اليومية أو الغرسات التقليدية التي تتطلب زيارة الطبيب. هذه التقنية الحديثة، التي طورها علماء من مستشفى ماساتشوستس العام بريغهام ومعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT)، تهدف إلى جعل وسائل منع الحمل طويلة الأمد أكثر سهولة وخصوصية، خاصة في المناطق محدودة الموارد.

  
تعتمد الحقنة على بلورات مجهرية تحتوي على هرمونات تمنع التبويض، وعند حقنها تحت الجلد في منطقة البطن، تتجمع هذه البلورات لتشكل مخزونًا صغيرًا يطلق الهرمونات ببطء على مدى أشهر أو حتى سنوات، هذا المبدأ يشبه فكرة غرسات منع الحمل الحالية، لكنه يتجاوز الحاجة إلى إجراء طبي لوضعها أو إزالتها.  
وفقًا للدراسات الأولية على الفئران التي نشرت في ديلي ميل، أظهرت الحقنة فعالية وأمانًا مشابهين للغرسات التقليدية، التي تصل فعاليتها إلى 99% لمدة تصل إلى 3 سنوات. ومع ذلك، تختلف التقنية الجديدة بأنها مصممة لتكون أكثر راحة، باستخدام إبر أصغر حجمًا تقلل من الكدمات أو النزيف.  
لماذا تُعد هذه الحقنة مهمة؟
-الخصوصية وسهولة الاستخدام: لا تتطلب زيارة عيادة طبية، مما يفيد النساء في المناطق النائية أو اللواتي يفضلن الخصوصية.  
- تجنب النسيان:  الحبوب اليومية، التي قد تنسى بعض النساء تناولها بانتظام (حسب الدراسات، ينسى 10% من المستخدمات جرعاتهن)، توفر الحقنة حماية مستمرة دون الحاجة إلى تذكير يومي.  
-خيار واعد للدول النامية: حيث تكون العيادات محدودة، ويزيد الاعتماد على وسائل مؤقتة قد لا تكون فعالة.  

رغم النتائج المبشرة، لا تزال الحقنة في مرحلة التجارب قبل التطبيق البشري، يدرس الفريق العوامل التالية:  
-المدة الفعلية للحماية: هل ستكون أشهرًا أم سنوات؟  
-الجرعة المثلى: لضمان الفعالية دون آثار جانبية.  
-إمكانية استخدامها لإيصال أدوية أخرى: مثل علاجات الهرمونات أو الأمراض المزمنة.  

في إنجلترا وحدها، استخدمت أكثر من 100 ألف امرأة غرسات منع الحمل بين 2023 و2024، معظمهن في الفئة العمرية 25-34 عامًا،وهذا يؤكد الحاجة لخيارات أسهل، خاصة مع اتجاه بعض الدول لتقييد وسائل تنظيم الأسرة.  
إذا نجحت التجارب السريرية، قد تمثل هذه الحقنة نقلة نوعية في تمكين النساء من التحكم في صحتهن الإنجابية دون عوائق طبية أو اجتماعية، كما قد تفتح الباب لتقنيات مشابهة لإدارة أدوية أخرى، مما يعكس تزايد دور الابتكارات الذاتية في مستقبل الرعاية الصحية.  
يذكر أن البحث نُشر في مجلة Nature Chemical Engineering، ويبقى ترقب نتائج المراحل التالية هو ما سيحدد موعد وصولها إلى الأسواق.

 

تم نسخ الرابط