عالم أزهري: الفرائض والنوافل سُبُل القرب من الله وثبات المؤمن (فيديو)

تحدث الدكتور عطية مصطفى، أستاذ الشريعة بجامعة الأزهر، في برنامج "فاسألوا"، المذاع على قناة أزهري، عن الفرق بين الفريضة والنوافل وأهمية التوازن بينهما في حياة المسلم، موضحا أن أداء النوافل تعد وسيلة فعّالة للتقرب إلى الله تعالى، لكنه شدد أيضًا على ضرورة الالتزام بالفرائض باعتبارها الأساس الذي لا يمكن التهاون فيه.
الفرائض العبادة وأولوية
أوضح الدكتور عطية، أن الفرائض هي العبادات التي فرضها الله على عباده، مثل الصلاة الخمس، وصيام رمضان، وزكاة المال، وحج البيت لمن استطاع إليه سبيلًا. هذه العبادات تعد ركنًا أساسيًا في الإسلام وأداءها واجب على كل مسلم بالغ عاقل.
وأشار، إلى أن الالتزام بالفرائض يضمن للمؤمن طريقًا مستقيمًا نحو رضا الله، إلا أن الإكثار من النوافل يعزز هذا القرب ويضاعف الأجر، إذ ورد في الحديث القدسي: "وما يزال عبدي يتقرب إليّ بالنوافل حتى أحبّه".
النوافل والقرب لـ الله
تناول الدكتور عطية، دور النوافل، مثل صيام التطوع وقيام الليل وصلاة الضحى، وأوضح أنها فرصة لتكفير الذنوب وزيادة الحسنات. وأكد أن النوافل تُظهر مدى حب العبد لله، وهي وسيلة للتقرب الإضافي بعد أداء الفرائض، لكنه نبه إلى أن بعض الناس قد يستسلمون لليأس عند تقصيرهم في الفرائض، مشيرا إلى أن الشيطان يستغل هذه المشاعر لدفع العبد نحو التهاون الكامل في العبادة.
قضاء صيام رمضان
فيما يتعلق بصيام رمضان، شدد الدكتور عطية ،على أهمية عدم تأخير قضاء الأيام الفائتة إلى ما بعد رمضان التالي دون عذر مقبول، موضحا أن من يفطر في رمضان لعذر شرعي، كالمرض أو السفر، عليه أن يسارع بقضاء هذه الأيام بعد زوال العذر، لأن ذلك يعكس حرص المسلم على أداء ما عليه من واجبات دينية في وقتها.
الزكاة ودعم الفقراء
تحدث الدكتور عطية، عن زكاة الفطر، مشيرًا إلى أنها فريضة تجب على المسلمين في يوم عيد الفطر بعد صلاة الفجر، لكنها تيسر على المسلمين بإجازة إخراجها قبل العيد بيومين أو ثلاثة، موضحا أن الحكمة من هذه الزكاة هي تطهير صيام المسلم من أي نقص، بالإضافة إلى إدخال السرور على الفقراء في يوم العيد.
وأكد، أنه يجوز إخراج زكاة الفطر نقدًا بدلًا من الطعام، وهو ما يُظهر مرونة الشريعة الإسلامية التي تهدف إلى تيسير الأمور على المسلمين وتلبية احتياجات الفقراء وفق ما يناسبهم.

التفاؤل والثقة بـ الله
اختتم الدكتور عطية، حديثه برسالة أمل للمسلمين، داعيًا إياهم إلى التفاؤل والثقة برحمة الله مهما كانت التحديات، مؤكدًا أن الله سبحانه وتعالى يحب عباده الصالحين ويسعد بتوبتهم، وهو دائمًا على استعداد لمغفرة الذنوب وتقبل العبادات، سواء كانت من الفرائض أو النوافل.