عالم أزهري يصف رحلة الإيمان والعمل الصالح نحو النعيم الأبدي (فيديو)

أكد الدكتور أيمن الحجار، أحد علماء الأزهر الشريف، أن الجنة ليست منزلة واحدة، بل تتعدد درجاتها ومنازلها وفقًا لما يقدمه الإنسان من إيمان وأعمال صالحة في حياته الدنيا.
وأوضح خلال مشاركته في برنامج "الأمثال النبوية"، المذاع على قناة "الناس"، أن أهل الجنة ينالون درجات مختلفة، حيث يرفع الله المؤمنين في مراتب الجنة بحسب تقواهم وصلاحهم، مشيرًا إلى أن أهل المنازل الدنيا في الجنة يرون أصحاب الدرجات العليا كما يُرى الكوكب الدري الساطع في الأفق.
حكرًا على الأنبياء
وأشار الدكتور الحجار إلى أن هذه الدرجات الرفيعة ليست مقتصرة على الأنبياء فقط، بل ينالها من آمن بالله، وصدق رسله، وعمل صالحًا بإخلاص، مضيفًا أن الجنة مفتوحة لمن يسعى بجد واجتهاد لتطوير نفسه إيمانيًا وأخلاقيًا، حتى يصل إلى أعلى المراتب.
وأكد أن كل من يجاهد نفسه ويبتعد عن المعاصي، ويصبر على الطاعات، يمكنه أن يرتقي إلى هذه المنازل الرفيعة التي وعد الله بها عباده الصالحين.
أعمال ترفع المؤمن
وتطرق الحجار إلى الحديث عن بعض الأعمال التي ترفع المؤمن إلى أعلى الدرجات في الجنة، استنادًا إلى توجيهات النبي محمد صلى الله عليه وسلم، الذي أوصى بأعمال تجمع بين الإحسان إلى الناس وتعزيز علاقة العبد بربه. ومن أبرز هذه الأعمال إطابة الكلام، وإطعام الطعام، والصلاة في جوف الليل.
وأوضح الحجار أن إطابة الكلام تعني التحدث بلين ورفق، ونشر الكلمة الطيبة التي تبث السلام بين الناس، بينما يعكس إطعام الطعام قيمة التضامن والتكافل الاجتماعي. أما الصلاة في جوف الليل، فتُظهر إخلاص العبد وتعلقه بالله بعيدًا عن أعين الناس.
الصبر والمجاهدة
وأشار الدكتور الحجار إلى أن الوصول إلى المنازل العليا في الجنة يحتاج إلى الصبر على الطاعات والمجاهدة في سبيل الله، موضحًا أن هذه المجاهدة تشمل مقاومة النفس عن المعاصي، والالتزام بما أمر الله به من عبادات، رغم مشقة الحياة وفتن الدنيا.
وبيّن أن الإنسان الذي يتغلب على شهواته، ويثبت على الطاعة، ينال بإذن الله منزلة عظيمة في الجنة، حيث تتجلى رحمة الله وكرمه.
الجنة نعيم لا يخطر
وتحدث الدكتور الحجار عن نعيم الجنة الذي لا يمكن تصوره بعقل بشري، استنادًا إلى قول الله تعالى: "فِيهَا مَا لَا عَيْنٌ رَأَتْ وَلَا أُذُنٌ سَمِعَتْ وَلَا خَطَرَ عَلَىٰ قَلْبِ بَشَرٍ".
وأوضح أن الله تعالى أعد لعباده المؤمنين في الجنة من النعيم ما يفوق الخيال، مضيفًا أن هذا النعيم هو جزاء من اجتهد في الدنيا ليصل إلى رضا الله.
ولفت الحجار إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم حث المسلمين على أعمال معينة تفتح لهم أبواب الجنة، من بينها الصلاة في وقتها، وبر الوالدين، وصلة الأرحام، وحفظ اللسان.
وأوضح أن هذه الأعمال تجمع بين عبادة الله والإحسان إلى الناس، ما يساهم في بناء مجتمع متماسك يسوده الخير والمحبة.

العمل الصالح
وشدد على أن الجنة ليست مجرد أماني، بل تحتاج إلى عمل واجتهاد ومجاهدة للنفس، داعيًا ودعا المسلمين إلى اغتنام الفرص في الدنيا، والإكثار من الأعمال الصالحة التي تقربهم إلى الله، وتضمن لهم الفوز بالجنة ونعيمها الأبدي.
وأكد أن الالتزام بمنهج الله، والصبر على الابتلاءات، والحرص على الطاعات، هو السبيل الوحيد للفوز برضوان الله والارتقاء في منازل الجنة.