عالم أزهري: تحري الحلال جوهر القيم الإسلامية وتأثيره على الحياة | فيديو

في حديث شيق ومؤثر، شدد الدكتور أيمن الحجار، أحد علماء الأزهر الشريف، على أهمية تحري الحلال في حياة المسلم، سواء في طعامه وشرابه أو في تعاملاته المالية وسلوكياته اليومية، مؤكدًا أن هذا المبدأ يشكل جوهر القيم الإسلامية التي تعزز الأخلاق والاستقامة.
جاء ذلك خلال حلقة من برنامج "الأمثال النبوية" الذي يُبث عبر قناة "الناس"، حيث استشهد الحجار بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: "مثل المؤمن مثل النحلة، لا تأكل إلا طيبًا ولا تضع إلا طيبًا"، موضحًا أن هذا التشبيه البليغ يعكس صورة إيجابية للمؤمن، الذي يجب أن يكون في أخلاقه وتصرفاته كالنحلة، لا يقع إلا على الزهور الطيبة، فينتج الخير للناس، تمامًا كما تنتج النحلة العسل الذي فيه شفاء.
الحلال في جوانب الحياة
وأكد الدكتور الحجار أن تحري الحلال ليس مقتصرًا على الطعام فقط، بل يشمل جميع مجالات الحياة، مشيرًا إلى حديث النبي صلى الله عليه وسلم: "إن الحلال بيّن وإن الحرام بيّن، وبينهما أمور مشتبهات"، والذي يعكس بوضوح أهمية التمييز بين المباح والمحرم، والتحلي بالورع عند الوقوع في الأمور المشتبهة.
وأشار إلى أن هذا الحديث النبوي يضع قاعدة أساسية تحث المسلم على التثبت والرجوع إلى أهل العلم عند وجود أي التباس في التعاملات، سواء كانت مالية أو اجتماعية، لضمان تجنب الوقوع في المحظورات الشرعية.
المال الحرام وآثاره
وحذر الحجار من خطورة أكل المال الحرام وتأثيره المدمر على الإنسان في الدنيا والآخرة، مستشهدًا بقول النبي صلى الله عليه وسلم: "كل جسد نبت من سحت فالنار أولى به"، موضحًا أن المال الحرام لا يبارك لصاحبه، بل يكون سببًا في ضيق الرزق ومحق البركة، فضلاً عن تأثيره السلبي على استجابة الدعاء.
وفي هذا السياق، استدل الدكتور الحجار بحديث النبي صلى الله عليه وسلم لسيدنا سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه: "يا سعد، أطب مطعمك تكن مستجاب الدعوة"، وهو ما يدل على العلاقة الوثيقة بين الكسب الحلال واستجابة الدعاء، حيث يكون المال الطيب سببًا في قرب العبد من ربه، وسببًا في استجابة دعائه وتوفيقه في حياته.

القيم الإسلامية ودورها
وأوضح أن تحري الحلال ليس مجرد التزام ديني، بل هو منهج حياة ينعكس على سلوك الأفراد والمجتمعات، حيث يساهم في تحقيق العدالة والاستقرار الاجتماعي، ويعزز الثقة بين الناس، مشيرًا إلى أن المجتمعات التي تسود فيها الأمانة والنزاهة تنعم بالرخاء والبركة، بينما يؤدي انتشار الحرام إلى الفساد والتفكك.
ودعا الدكتور الحجار المسلمين إلى جعل تحري الحلال مبدأ أساسياً في حياتهم، ليس فقط من باب الامتثال للأوامر الشرعية، بل لإدراك تأثيره الإيجابي العميق على حياة الأفراد والمجتمعات، مؤكداً أن اتباع هذا النهج يجعل الإنسان في حالة من الطمأنينة والراحة النفسية، ويزيد من بركة حياته ورزقه.