عاجل

قال خيرا فغنم أو سكت فسلم.. ما هي حقوق الأخوة في الله في اللسان؟

حقوق الأخوة في الله
حقوق الأخوة في الله في اللسان

ما حقوق الأخوة في الله في اللسان؟، سؤال أجابه الدكتور عطية لاشين الأستاذ بجامعة الأزهر، حيث قال: الحمد لله رب العالمين قال في القران الكريم :( لَّا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِّن نَّجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ ۚ وَمَن يَفْعَلْ ذَٰلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا)، والصلاة والسلام على سيدنا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لمعاذ بن جبل رضي الله عنه إجابة عن سؤاله : (وهل يكب الناس في النار على وجوههم أو على مناخيرهم إلا حصائد السنتهم).

ما حقوق الأخوة في الله في اللسان؟

وبعد فإن الإنسان مسؤول عن أية كلمه ينطقها سواء كانت خيرا أو كانت غير ذلك ولذلك دعا الرسول صلى الله عليه وسلم بالرحمة لمن قال خيرا فأثيب على ذلك أو سكت فسلم من إثم المنطق.

روت كتب السنة عنه صلى الله عليه وسلم: (رحم الله رجلا قال خيرا فغنم أو سكت فسلم). ويجب على الإنسان أن يكبح جماح لسانه فلا يتركه يستطيل في عرض إخوانه بغيبة أو تميمة أو بهتان وإلا عرض نفسه لغضب الجبار ولجهنم وبئس القرار .

وتابع: بخصوص ما ورد في السؤال قال: إن من حق الأخ على أخيه أن يسكت عن ذكر عيوبه في غيبته وحضرته بل يتجاهل ويتغافل عن ذلك.

أما ذكر عيوبه ومساويه في غيبته فهو من الغيبه المحرمة وذلك حرام في حق كل مسلم ويذجرك عن ذكر عيوب الآخرين امران بالإضافة الى الزجر الشرعي.

أحدهما أن طالع أحوال نفسك فإذا وجدت فيها شيئا واحدا مذموما فهون على نفسك ما تراه من أخيك وقدر أنه عاجز عن قهر نفسه في تلك الخصلة الواحدة كما أنت عاجز عما أنت به مبتلى به.

والأمر الثاني: أنك تعلم أنك لو طلبت منزها عن كل عيب اعتزلت عن الخلق كافة ولم تجد من تصاحبه أصلا كما قال النابغة الذبياني : «ولست بمستبق أخًا لا تلمه

على شعب أي الرجال المهذب والشاهد» أنه من أحد من الناس إلا وله محاسن ومساوئ فإذا غلبت المحاسن المساوئ فهو الغاية.

والمؤمن أبدا يحضر في نفسه محاسن أخيه لينبعث من قلبه التوقير والود والاحترام.

وأما المنافق اللئيم فإنه ابدا يلاحظ المساويء والعيوب.

قال ابن المبارك : المؤمن يطلب المعازير والمنافق يطلب العثرات وقال الفضيل بن عياض : الفتوة العفو عن زلات الإخوان.

ومن حقوق أخيك عليك في لسانك أن تسكت عن افشاء اسراره ولا إلى أخص اصدقائه ولو بعد القطيعة والوحشة، فإن ذلك من لؤم الطبع وخبث النفس قيل لبعض الأدباء كيف حفظك للسر قال : أنا قبره .

وأفشى بعضهم سرا إلى أخيه ثم قال له حفظت؟ قال: بل نسيت. وقالوا قلوب الأحرار قبور الأسرار وكان أبو سعيد الثوري يقول : اذا أردت أن تؤاخي رجلا فأغضبه ثم دس عليه من يسأله عنك فان قال خيرا وكتم سرا فاصحبه.

ومن حقوق الأخوة في اللسان أن يسكت عن مماراته وجداله قال بعض السلف من لاح الإخوان وما راهم قلت مروءته وذهبت كرامته.

وقال عبد الله بن الحسن اياك ومماراة الرجال إنك لن تعدم مكر حليم أو مفاجأة لئيم قبل الجمله فلا باعثه على الممرات الا اظهار الخير بمزيد العقل والفضل واحتقار المردود عليه باظهار جهله وبالغ بعضهم في ترك المراء والجدال فقال اذا قلت لأخيك قم فقال إلى أين فلا تصحبه بل ينبغي أن يقوم ولا يسال

والمراء يفتن القلب وينبت الضغينة ويشحن القلب ويقسيه ويقلل الورع في المنطق والفعل عن أبي أمامه الباهلي رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من ترك المراء وهو مبطل بني له بيت في ربض الجنة ومن تركه وهو محق بني له في وسطها، ومن حسن خلقه بني له في أعلاها . قال الحسن البصري : إياكم والمراء فإنه ساعة جهل العالم وبها يبتغى الشيطان زلة هذا).

تم نسخ الرابط