عاجل

قبيل اللقاء السوري الإسرائيلي.. تل أبيب ترسم حدود الحوار بالنار

قبيل اللقاء السوري
قبيل اللقاء السوري الإسرائيلي

كشفت مصادر سورية أن القصف الإسرائيلي الذي استهدف محيط مدن سورية عدة بينها اللاذقية وحمص وتدمر لم يكن مجرد عملية عسكرية تقليدية بل حمل رسائل سياسية وأمنية مرتبطة بالتوقيت الحساس، وجاء هذا التصعيد قبل أيام من لقاء وزاري مرتقب بين دمشق وتل أبيب، في محاولة لفرض إيقاع تفاوضي مسبق يعكس حضور إسرائيل كطرف لا يمكن تجاوزه في معادلات النفوذ داخل سوريا.

وبحسب المصادر فإن الضربات الأخيرة تحمل تحذيرًا مزدوجًا تقييد خيارات الحكومة الانتقالية وحلفائها في تعزيز قدراتهم العسكرية، ورسم خطوط حمراء أمام الوسطاء الإقليميين خصوصًا تركيا، والأمر الذي يعكس استمرار مناخ عدم الثقة ويجعل الحوار المقبل محفوفاً بالهواجس والاختبارات.

أبعاد استراتيجية وسياسية

اعتبر الكاتب والباحث السياسي أمجد إسماعيل الآغا أن القصف الإسرائيلي يحمل دلالات تتجاوز البعد العسكري المباشر، مشيرًا إلى أن التصعيد تزامن مع اقتراب اللقاء الوزاري، وهو ما يمنحه طابعًا تحذيريًا ورمزيًا، يؤكد مكانة إسرائيل كقوة إقليمية تسعى للتحكم في ميزان النفوذ داخل سوريا.

وأوضح الآغا أن الضربات تشكل رسالة سياسية مشفرة تعبر عن عدم الثقة العميق وتحفظ إسرائيلي على أي تفاهم قد يمنح دمشق وحلفاءها قدرة أكبر على المناورة، مضيفًا أن إسرائيل تحاول فرض شروطها على طاولة التفاوض، مع تذكير الوسطاء وخاصة أنقرة بحدود تدخلها.

موازنة النفوذ العسكري

من الناحية الاستراتيجية، يرى الآغا أن إسرائيل تحاول عبر هذه العمليات استباق أي محاولة لتعزيز القدرات العسكرية واللوجستية السورية، ومنع تطوير منظومات صاروخية متقدمة، وموازنة النفوذ الإقليمي عبر مزيج من العمل العسكري والرسائل السياسية.

كما شدد على أن القصف قبل اللقاء قد يكون اختبارًا لمدى جدية التهدئة السياسية وبناء الثقة بين الأطراف، لكنه في الوقت ذاته يكرس حالة من التفاؤل الحذر ويؤكد أن النزاع على الأرض ما زال قائمًا رغم المسار الدبلوماسي.

ورأى الحقوقي والمحلل السياسي نضال هوري، أن التصريحات الإسرائيلية الأخيرة تعكس أن المعركة الحقيقية هي مع تركيا، وليست مع سوريا بشكل مباشر، مشيرًا إلى أن الغارات التي طالت مواقع مثل مطار التيفور ومطار حماة العسكري تأتي في سياق مواجهة النفوذ التركي في سوريا.

وبحسب هوري، فإن إسرائيل تسعى إلى إعادة رسم ملامح المنطقة بعد حقبة الأسد، وفق مخططاتها الخاصة، غير آبهة بمواقف الأطراف الأخرى، وعلى الرغم من ضراوة القصف، إلا أنه يظل في إطار رسائل نارية هدفها الردع دون الانجرار إلى حرب شاملة.

تم نسخ الرابط