مديرية أوقاف بورسعيد تنظم دورة تدريبية للواعظات حول التوعية بقضية الغرم

نظمت مديرية أوقاف بورسعيد، اليوم الثلاثاء 9 سبتمبر 2025، دورة تدريبية موسعة تحت عنوان "التوعية بقضية الغرم" خصيصًا للواعظات المعتمدات بالمديرية، وذلك بمسجد الشعراوي بمنطقة بورفؤاد.
تعاون مشترك
جاءت هذه الدورة بالتعاون مع مؤسسة مصر الخير، وبرعاية كريمة من وزير الأوقاف الدكتور أسامة الأزهري، وبمتابعة دقيقة من مفتي الديار المصرية الأسبق الدكتور علي جمعة، الذي يشغل أيضًا منصب رئيس اللجنة الدينية بمجلس النواب ورئيس مجلس إدارة مؤسسة مصر الخير.
وحرصت مديرية أوقاف بورسعيد على الإشراف المباشر على فعاليات الدورة، حيث أشرف عليها وكيل وزارة الأوقاف ببورسعيد الدكتور مختار عيسى دياب، وبمتابعة مدير الدعوة الدكتور عماد هيبة، ومسؤول الإرشاد الديني الشيخ عبد السلام البدوي.
مشاركة فعالة من الواعظات
وشهدت الدورة مشاركة فعالة من مجموعة من الواعظات المعتمدات، حيث قدمت كل من الواعظة الدكتورة عبير العشري والواعظة سحر محمود همام محاضرات متخصصة تناولت أبعاد قضية الغرم وأسبابها الاجتماعية والاقتصادية المختلفة، بالإضافة إلى آثارها السلبية على الأسرة والمجتمع.
جذور قضية الغرم
ركزت المحاضرات على تفسير جذور قضية الغرم، حيث تم استعراض عوامل أساسية مثل البطالة، الأمية المالية، سوء ترتيب الأولويات، بالإضافة إلى عدم التوازن بين الدخل والمصروفات، والتي تعد عوامل رئيسية تدفع الأفراد إلى الاستدانة غير المدروسة. كما تناولت المحاضرات التأثيرات الاجتماعية الوخيمة لهذه الظاهرة، ومنها تفكك الأسر، ارتفاع معدلات الطلاق، تشريد الأطفال، وصولاً إلى حبس المقترضين في بعض الحالات القصوى.
المفهوم الفقهي للغرم وضوابطه الشرعية
بالإضافة إلى الجانب الاجتماعي، تناولت الدورة المفهوم الفقهي للغرم وضوابطه الشرعية، مؤكدة على أهمية الالتزام بالتكافل الاجتماعي ودور الواعظات في تصحيح المفاهيم الخاطئة حول الاستدانة من خلال الدروس اليومية والبرامج الدعوية، ما يعزز من دورهن في حماية المجتمع من الآثار السلبية للغرم.
الوسطية والوعي المجتمعي
وتأتي هذه الدورة ضمن سلسلة من البرامج التدريبية التي تنفذها مديرية أوقاف بورسعيد استجابة لتوجيهات وزير الأوقاف، والتي تهدف إلى تأهيل أئمة وواعظات عصريين يمتلكون القدرة على أداء دورهم الدعوي والتثقيفي بما يتناسب مع متطلبات العصر، مع التأكيد على مبادئ الوسطية والوعي المجتمعي.
تجدر الإشارة إلى أن هذه المبادرة تعد نموذجًا مهمًا في التعاون بين المؤسسات الحكومية والمجتمع المدني، حيث تجمع بين الجانب الديني والتنموي لتحقيق مجتمع أكثر تماسكًا ووعيًا.