كيف كان موقف النبي محمد من شعائر الجاهلية قبل نزول الوحي؟

أكدت دار الإفتاء أن النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم كان معصومًا من أفعال الجاهلية والشرك قبل بعثته، وأنه لم يكن على دين قومه المشركين كما يظن البعض. وجاء هذا البيان ردًا على تساؤلات حول حال النبي قبل نزول الوحي، معتمدًا على نصوص الكتاب والسنة وإجماع العلماء.
العصمة حق ثابت للنبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم
بيّن البيان أن العصمة من الكفر والشرك حق ثابت للنبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم، سواء قبل بعثته أو بعدها. استدلّت دار الإفتاء بآيات قرآنية مثل قوله تعالى: ﴿مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمۡ وَمَا غَوَىٰ﴾ [النجم: 2]، وأحاديث صحيحة تؤكد أن النبي كان على التوحيد منذ نشأته. كما أشار البيان إلى حديث العرباض بن سارية رضي الله عنه الذي يؤكد أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لم يكن على دين قومه المشركين.
النبي صلى الله عليه وآله وسلم لم يمسّ أو يستلم الأصنام
أفاد البيان أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لم يستلم أصنام قومه، ولم يمسّها، بل كان ينهى من حوله عن التعامل معها. واستشهد بحديث زيد بن حارثة رضي الله عنه الذي يرويه عن النبي حين قال: «لَا تَمَسَّهُ»، مؤكدًا رفض النبي لعبادة الأصنام وتمييزه الواضح بينها وبين التوحيد الخالص.
رفض النبي صلى الله عليه وآله وسلم المشاركة في طقوس الشرك
أشارت دار الإفتاء إلى أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان يرفض أكل ما ذُبح للأصنام، ولم يشارك في أي من مناسك الجاهلية التي كانت تحيط به قبل بعثته. وذكر البيان أن النبي كان ملتزمًا بالتوحيد، ولم يشارك في أي طقس منطقومه الجاهلي، رغم اختلاطه بهم وعايشته في بيئة مشركة.
إجماع العلماء على عصمة النبي قبل الرسالة
أكد البيان أن هذه العصمة من الكفر والشرك متفق عليها بين جميع علماء الأمة، وأن كبار العلماء مثل الإمام أبي نعيم الأصبهاني والإمام البيهقي والقاضي عياض وغيرهم نصّوا على أن النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم كان محفوظًا من أن يكون على دين الجاهلية في أي مرحلة من حياته، وهذا جزء من كرامته ومنزلة نبوته.
أهمية فهم عصمة النبي في السياق المعاصر
وتختتم دار الإفتاء بيانها بالتأكيد على أهمية فهم عصمة النبي صلى الله عليه وآله وسلم من أفعال الجاهلية في السياق المعاصر، حيث يشكل ذلك قاعدة صلبة لفهم سيرته ونبذ الشرك والبدع التي قد تنشأ تحت ذرائع خاطئة. فالاعتراف بعصمته هو جزء من الإيمان الذي يحفظ المسلمين من الوقوع في التشكيك أو التشويه في حقه الشريف، ويقوي الارتباط الروحي به كقدوة ومثل أعلى في الطهارة والصفاء.