الاحتلال يواصل تهجير سكان مدينة غزة بإنذار لإخلاء مبان سكنية جديدة قبل قصفها

يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي توجيه إنذارات بإخلاء عدد من المباني السكنية في مدينة غزة، تمهيدًا لقصفها، في محاولة واضحة لدفع السكان الفلسطينيين نحو النزوح جنوبًا.
وفي هذا السياق، ادعى رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، خلال كلمته الأسبوعية التي ألقاها في جلسة الحكومة، اليوم الأحد ، أن العمليات العسكرية في غزة تشهد "تصعيدًا ملحوظًا"، مؤكدًا أن نحو 100 ألف شخص غادروا المدينة، فيما اتهم حركة حماس بـ"منع المدنيين من الخروج" لاستخدامهم كـ"دروع بشرية"، على حد زعمه.
وأشار نتنياهو إلى أن جيش الاحتلال يواصل توسيع عملياته في المناطق الداخلية لمدينة غزة وعلى أطرافها، مدّعيًا أن القوات تمكنت من استهداف من وصفهم بـ"مخربي النخبة" من الذين شاركوا في هجوم السابع من أكتوبر 2023.
ادعاء بإنشاء منطقة إنسانية في المواصي
من جهته، صرّح المتحدث باسم جيش الاحتلال أفيخاي أدرعي، عبر حسابه على منصة "إكس"، بأن جيش الاحتلال قام بتحديد منطقة المواصي في جنوب القطاع كـ"منطقة إنسانية"، زاعمًا أنها تضم بنية تحتية حيوية تشمل مستشفيات ميدانية، وخطوط مياه، ومحطات لتحلية المياه، إلى جانب توفر الغذاء، والخيام، والأدوية، والمستلزمات الطبية بشكل دائم.
وقال أدرعي: "نُعلن رسميًا أن المواصي أصبحت منطقة إنسانية ستُنفذ فيها أنشطة لتقديم خدمات إنسانية بشكل أفضل... ننصح السكان بالانتقال إليها في أقرب وقت ممكن والانضمام إلى الآلاف الذين سبق أن لجأوا إليها بالفعل".
وزير الخارجية: التهجير الطوعي هراء
في وقت سابق رد وزير الخارجية والهجرة على تصريحات نتنياهو، التي وصف فيها النزوح الفلسطيني بأنه "خيار طوعي"، قائلاً إن "هذا الكلام هراء"، مؤكّدًا أن ما يحدث على الأرض هو نكبة حقيقية ناتجة عن المجاعة التي يفرضها الاحتلال على سكان قطاع غزة، وهي التي تدفعهم قسرًا إلى مغادرة منازلهم وأراضيهم.
وخلال مؤتمر صحفي مشترك مع المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، فيليب لازاريني، شدد وزير الخارجية على أن محاولات نفي أو تحريف حقيقة التهجير القسري للفلسطينيين لن تمر، مؤكدًا أن هذه القضية تمثل خطًا أحمر لمصر والأردن وجميع الدول العربية، ولن يتم القبول بها تحت أي ظرف أو أي مسمى.
وأوضح وزير الخارجية أن المجاعة التي تعصف بغزة "من صنع الاحتلال"، وأن الحديث عن "نزوح طوعي" في هذا السياق يُعد أمرًا غير منطقي، مضيفًا: "إذا كانت هناك مجاعة من صنع الاحتلال الإسرائيلي في غزة، فهي التي تدفع إلى تهجير السكان من أراضيهم، وهذا ليس نزوحًا طوعيًا، بل هو هراء".