زيلينسكي: لا أثق في بوتين وموسكو ليست مكانًا مناسبًا لأي لقاء
قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، اليوم، أنه لا يمكن الوثوق بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، مشيرًا إلى أن الأخير يقترح عقد اللقاءات في موسكو بهدف تعقيد إمكانية التوصل إلى اجتماع.
وأكد زيلينسكي: "أنا مستعد لعقد لقاءات ثنائية أو ثلاثية في أي مكان آخر، لكن ليس في موسكو، لأن اختيارها كموقع للاجتماع لا يسهل الأمور، بل يجعلها أكثر تعقيدًا"، في إشارة إلى افتقاده للثقة في نوايا الكرملين.
وأوضح أن المقترح الروسي يُنظر إليه كمحاولة لفرض شروط مسبقة أو بيئة غير حيادية، مؤكدًا أن باب الحوار مفتوح ولكن في إطار أكثر توازنًا وموضوعية.
أزمة لقاء بوتين وزيلينسكي في موسكو
تحول تحديد موقع اللقاء المحتمل بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى نقطة خلاف جديدة في مسار الحرب المستمرة منذ أكثر من ثلاث سنوات، حيث يتمسك بوتين بأن تكون موسكو مكان انعقاد المحادثات، بينما يرفض زيلينسكي هذا المقترح بشكل قاطع، مطالبًا بإجراء الاجتماع في دولة محايدة وبرعاية دولية.
وخلال مشاركته في المنتدى الاقتصادي الشرقي، شدد بوتين على أن موسكو تمثل الخيار الأمثل لعقد اللقاء، معلنًا استعداد بلاده لتوفير ضمانات أمنية كاملة للرئيس الأوكراني.
وأشار إلى أن العاصمة الروسية سبق أن استضافت لقاءات رفيعة المستوى، من بينها اجتماعات مع الرئيس الصيني شي جين بينج والزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون، كان آخرها خلال عرض عسكري كبير في موسكو.
وفي السياق ذاته، كشف وزير الخارجية الأوكراني أندريه سيبيها عن تلقي أوكرانيا عروضًا من سبع دول لاستضافة اللقاء، متهمًا موسكو بمحاولة استغلال مسألة الموقع بهدف عرقلة الجهود الدولية وكسب الوقت دون نية حقيقية للتفاوض.
من جانب آخر، أعرب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن فتور متزايد تجاه جهود الوساطة، معتبرًا أن تصرفات بوتين "لا تشير إلى نية صادقة لتحقيق السلام"، وذلك بعد أن كان قد أبدى حماسًا في وقت سابق لتقريب وجهات النظر بين الجانبين.
تحليل أبعاد الإصرار الروسي على موسكو
يرى محللون أن تمسك الكرملين بعقد اللقاء في موسكو يتجاوز مجرد البعد الجغرافي، ويحمل أبعادًا سياسية ونفسية أعمق. فبالنسبة لبوتين، يشكّل فرض موسكو كموقع للمفاوضات رمزًا للهيمنة السياسية، ورسالة مفادها أن روسيا ما زالت تمتلك زمام المبادرة في الملف الأوكراني.
كما يُعتقد أن الإصرار على موسكو هدفه ممارسة ضغط نفسي وإعلامي على زيلينسكي، حيث يمكن تفسير موافقة الرئيس الأوكراني على الحضور للعاصمة الروسية، سواء لدى الرأي العام المحلي أو الدولي، على أنها تنازل أو خضوع لشروط موسكو، وهو ما قد يُضعف موقف كييف التفاوضي.
ويشير خبراء إلى أن الشرط المتعلق بمكان اللقاء قد يبدو تفصيلاً شكليًا، لكنه في الحقيقة يحمل دلالات تفاوضية عميقة، إذ قد يمثل اختبارًا مسبقًا لمدى استعداد الجانب الأوكراني لتقديم تنازلات في ملفات أكثر حساسية خلال مراحل التفاوض المقبلة.
