بولندا: نحذر مواطنينا من السفر إلى بيلاروسيا وندعوهم إلى مغادرتها فورا

أصدرت وزارة الخارجية البولندية أمس السبت، بيانًا شديد اللهجة دعت فيه مواطنيها إلى الامتناع من السفر إلى بيلاروسيا ومغادرتها فورا باستخدام أي وسيلة متاحة، في ظل التوترات المتصاعدة بين البلدين.
وأوضحت الوزارة أن المواطنين البولنديين الموجودين حاليًا في بيلاروسيا قد يواجهون أحداثًا غير متوقعة لن تروق لهم، مشيرة إلى أن عملية إجلائهم قد تصبح صعبة للغاية أو حتى مستحيلة إذا تدهور الوضع الأمني أو تم إغلاق الحدود.
خلفية الأزمة السياسية
جاء هذا التحذير بعد إعلان السلطات البيلاروسية عن توقيف مواطن بولندي بتهمة التجسس على مناورات الغرب 2025 العسكرية الروسية–البيلاروسية المشتركة، وهو ما نفته وارسو بشدة.
وكان رئيس الوزراء البولندي دونالد توسك قد صرح في وقت سابق بأن بلاده تعمل على إعداد "خطة أعمال للأسابيع القادمة" للتعامل مع الملف البيلاروسي.
التأثير المباشر على السياحة والسفر
يمثل هذا التحذير ضربة قوية للسياحة، خاصة أن بيلاروسيا لطالما جذبت المسافرين بفضل طبيعتها الخلابة، ومعالمها التاريخية، وتراثها الثقافي الفريد، ولكن مع تصاعد المخاوف الأمنية، بدأ كثير من السياح، ولا سيما البولنديين، بإعادة النظر في خططهم أو تأجيل رحلاتهم إلى البلاد.
تصريحات الخارجية البولندية
شدد باول ورونسكي، المتحدث باسم وزارة الخارجية، على أن بيلاروسيا ليست دولة ديمقراطية ولا صديقة لبولندا، ما يجعل السفر إليها محفوفًا بالمخاطر، كما أشار إلى أن احتجاز مواطنين بولنديين ومن بينهم راهب يثير القلق بشأن إمكانية تعرض الزوار لصعوبات مماثلة.
بدائل سياحية آمنة في المنطقة
بالنظر إلى التوترات الحالية، يمكن للمسافرين اختيار وجهات بديلة في أوروبا الشرقية تقدم تجارب مماثلة بأمان أكبر، بولندا نفسها بمدنها التاريخية مثل كراكوف ووارسو وغدانسك، ودول البلطيق (ليتوانيا، لاتفيا، إستونيا) التي توفر تراثًا ثقافيًا غنيًا ومناظر طبيعية خلابة، مع أجواء أكثر أمانًا للسياح الدوليين.
بروتوكولات السلامة للمسافرين
تنصح الخارجية البولندية، والسفارات عامة، المسافرين باتباع إجراءات السلامة عند التوجه إلى مناطق تشهد توترات، مثل متابعة التحذيرات الرسمية والتقارير الإخبارية، واختيار خطط سفر مرنة وقابلة للاسترداد، وتسجيل الرحلات لدى السفارات، ومعرفة أرقام التواصل مع السفارة أو القنصلية، ووضع خطط بديلة في حال إغلاق الحدود أو تعطل الرحلات.
السياحة بين التحديات والاستقرار الإقليمي
تلعب السياحة دورًا مهمًا في اقتصادات أوروبا الشرقية، بما فيها بيلاروسيا، إلا أن التوترات الحالية قد تؤدي إلى تراجع اهتمام الزوار، خاصة من الدول المجاورة مثل بولندا، ورغم أن المنطقة ما زالت تستقبل ملايين السياح سنويًا، إلا أن إعادة بناء الثقة في بيلاروسيا ستتطلب جهدًا دبلوماسيًا كبيرًا بعد هذه الأزمة.