بعيدا عن الحروب.. فرقة القيادة الجوية الأمريكية تعزف السلام في قلب القاهرة

بالتزامن مع المناورات العسكرية "النجم الساطع" 2025، والتي تجري على أرض مصر في نسختها التاسعة عشرة، بمشاركة أكثر من 40 دولة حليفة على رأسها الولايات المتحدة، بدأت فرقة القيادة المركزية للقوات الجوية الأمريكية (AFCENT) جولة موسيقية تستمر ثلاثة أسابيع في مصر، بدأت في 28 أغسطس الماضي.
وتتميز الفرقة، التي تمثل جزءا من الدبلوماسية الفنية الأمريكية، بعروضها المتميزة وحيويتها وقدرتها على مدّ جسور التواصل بين الثقافات من خلال الموسيقى، وفق ما أشارت هيرو مصطفى جارج، سفيرة الولايات المتحدة بالقاهرة، والتي أعربت عن سعادتها بالجولة الفنية، حيث تقدم الفرقة سلسلة من الحفلات العامة والفعاليات الثقافية في مختلف أنحاء مصر.
الموسيقي.. قوة تتجاوز الحدود وتوحد الشعوب
وقالت جارج، في بيان: "للموسيقى قوة تتجاوز الحدود وتوحد الشعوب. إن عروض فرقة الـ AFCENT في مصر تحتفي بعمق الصداقة بين بلدينا وتبرز الروابط الثقافية المشتركة التي تجمعنا. ونتطلع إلى الترحيب بالجمهور من جميع أنحاء مصر في هذه الفعاليات المميزة".
وقدمت الفرقة العسكرية الأمريكية أول عروضها في الأول من سبتمبر في الركن الأمريكي بمكتبة المعادي العامة، والثالث من سبتمبر في المركز الأمريكي بالقاهرة؛ وتستعد لآخر عروضها للجمهور في مساء الثامن من سبتمبر في الركن الأمريكي بالإسكندرية.
على هامش الجولة، نظّمت السفارة الأمريكية بالقاهرة لقاءات صحفية لعدد من عازفي الفرقة، والذين أكدوا على أن مهمتهم الأساسية هي تعزيز العلاقات الدبلوماسية والثقافية التي تربط الدولتين من خلال تقديم الموسيقى الأمريكية بمختلف تنوعاتها إلى الجمهور المصري، وذلك إلى جانب الأغاني المصرية".
وأشار أحد العازفين إلى أن "الموسيقى لغة عالمية تفهمها جميع الشعوب. نحن هنا يمكننا عزف موسيقى البوب والموسيقى الريفية وغيرها، وفي الوقت نفسه نحن نستكشف الموسيقى المصرية وتنوعاتها المختلفة". مضيفاً: "دائما كانت الولايات المتحدة ومصر تتمتعان بعلاقة ثقافية رائعة. ولذلك، أتيحت لنا الفرصة خلال وجودنا هنا للمجيء، وتمكنا من عزف بعض الموسيقى المصرية، وهو ما كان مفيدًا جدًا لنا على وجه التحديد".
ولفت عازف آخر، وهو الرقيب نك دافلانو إلى اختلاف الأغاني التي تقدمها الفرقة من دولة إلى أخرى "فالمستمع المصري لديه رصيد موسيقي تراكمي هائل جاء من حضارات مختلفة كونت خلفيته الموسيقية. في الوقت نفسه، يحب المصريون الأغاني الأمريكية، لذلك أعددنا قائمة مختلفة ومتميزة لهذه الجولة".
وأشار العازف الرقيب ديلان كاربنتر إلى أنهم جميعا قاموا بالتعرف على الموسيقى المصرية عن طريق الإنترنت "ومن خلال جولتنا في الشوارع والأسواق الشعبية، وكان أكثر ما يثير حماسنا هو الإيقاعات الحديثة"، لافتا إلى أن الموسيقى المصرية ثرية جدا في مقاماتها وأنغامها التي لا نجد لها مثيل في الموسيقى الغربية".
تعاون مشترك
خلال الحديث، أكد عازفو الفريق الأمريكي أن تفاعل الجمهور المصري مع الموسيقى يعطي طاقة إيجابية هائلة، وأن أداء الجمهور مع العازفين يدفعهم لبذل أقصى طاقتهم لإمتاع الحضور. وقال أحدهم: "كان تفاعل الشباب المصري رهيبا، خاصة عندما قدمنا بالتعاون مع أحد الفرق المصرية أغاني عربية شهيرة مثل "حلوة يا بلدي"، وشعرنا بطاقة مختلفة في الأجواء. فاجأنا الجمهور المصري بأنه أكثر انفتاحا على أنواع الموسيقى المختلفة عن الشعب الأمريكي".
كما أبدى العازفون الأمريكيون إعجابهم بمعرفة الجمهور الواسعة بموسيقى البوب الأمريكية، وحكوا أنه خلال حفلهم في الركن الأمريكي بالمعادي طلب الجمهور أغاني لكل من برونو مارس وإد شيرين. أيضا، خلال الزيارة، تعاون أفراد الفريق مع فرقة موسيقية مصرية، مشيرين إلى سعادتهم البالغة بالعزف مع فريق مصري.
وكما قال قائد الفريق: "من المثير أن نتواصل بهذه الطريقة، فالموسيقى، كأي اختلافات أخرى قد نملكها، تتخطى حدودنا دائمًا وتربطنا فورًا". مضيفاً : "نحن هنا نعزف معا، ونتمكن من التواصل مع الناس دون أن نتفوه بكلمة. كما تعلمون فإن الموسيقى لغة، وهي جميلة."