عاجل

من رئيس السلام إلي وزارة الحرب.. ترامب يُشعل الجدل بنهجه الجديد المتناقض

دونالد ترامب
دونالد ترامب

كشفت صحيفة «نيويورك تايمز» أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وقع أمراً تنفيذياً يدعو لإعادة تسمية وزارة الدفاع الأمريكية لتُعرف مجددًا باسم "وزارة الحرب"، في إجراء أثار جدلاً واسعًا داخل الولايات المتحدة وخارجها، واعتُبر انعكاسًا لتناقض صارخ بين خطاب ترامب "السلامي" وممارساته القائمة على تصعيد اللهجة العسكرية.

من مناهض للحروب.. لوزارة الحرب 

رغم أن ترامب روّج طويلاً لنفسه كمرشح ورئيس "مناهض للحروب"، إلا أن إعادة التسمية بحسب صحيفة نيويورك تايمز تكشف تناقضًا صارخًا بين تصريحاته الطامحة لجائزة نوبل للسلام، وميله المتزايد نحو استعراض "القوة العسكرية" واستخدام لغة التهديد.

وفي منشور مثير على منصته الخاصة، هدد ترامب مدينة شيكاغو قائلًا: "ستعرف قريبًا لماذا تُسمى وزارة الحرب"، مُرفقًا ثلاث أيقونات لطائرات مروحية، ما أعاد للأذهان لهجة الرئيس الذي يرى في القوة العسكرية وسيلة لفرض النظام.

ترامب: لا تناقض.. "السلام يأتي من القوة"

عندما سُئل عن المفارقة بين اسم "وزارة الحرب" وسعيه المُعلن للسلام، ردّ ترامب ببساطة: "أعتقد أنني حققت السلام لأننا أقوياء"، مضيفًا أنه أنهى ما لا يقل عن سبع حروب دون تقديم تفاصيل دقيقة.

وبرّر الرئيس قراره بالعودة إلى الاسم الذي كان مستخدمًا حتى ما بعد الحرب العالمية الثانية، قائلاً إنه "يعكس قدرات البلاد القتالية بشكل أفضل، ويوجه رسالة نصر للحلفاء والأعداء على حد سواء". ورغم توقيع ترامب على الأمر التنفيذي، إلا أن تغيير الاسم رسميًا يتطلب تشريعًا من الكونجرس. وبحسب ما ذكره البيت الأبيض، فإن الاسم الجديد سيُستخدم كلقب ثانوي، وكذلك لقب "وزير الحرب" بجانب "وزير الدفاع". 

وتأتي هذه الخطوة في وقت يُشدّد فيه ترامب على تقليص الإنفاق الحكومي، ما جعل بعض الخبراء ينتقدون التناقض بين الدعوة للتقشف والإنفاق الملاييني المتوقع لإعادة التسمية، والذي وصفه البعض بأنه "حملة علاقات عامة" باهظة.

استعراض لا سلام حقيقي

وفي سياق متصل، هاجم مسؤولون وخبراء قرار ترامب، واعتبروه دليلاً على أن سياسته تُفضّل الاستعراض العدواني على الحلول السلمية.

من جهته، قال مات دوس، نائب رئيس مركز السياسات الدولية: "ترامب ترشح كمرشح مناهض للحرب، لكنه أثبت العكس. إعادة التسمية مجرد حيلة إعلامية تُعمّق المخاطر على الأمن الأمريكي ومكانة البلاد عالميًا".

وذهب العقيد المتقاعد لاري ويلكرسون أبعد من ذلك، مشيرًا إلى أن تغيير الاسم يعبّر عن تحوّل فعلي في العقيدة العسكرية من "الدفاع" إلى "الهجوم"، خصوصًا بعد العملية المثيرة للجدل التي استُخدم فيها الجيش الأمريكي لاستهداف قارب يُشتبه بأنه ينقل مهربي مخدرات فنزويليين دون سند قانوني واضح.

في الوقت الذي يسوّق فيه الرئيس ترامب نفسه كصانع سلام ورجل تفاهم، تُظهر قراراته توجهًا مغايرًا: عسكرة اللغة، وتوسيع صلاحيات السلطة التنفيذية، واستخدام الجيش في الداخل والخارج كأداة استعراض سياسي.

وفيما تبقى خطوة "إعادة التسمية" رمزية حتى إشعار آخر، تبقى الرسالة التي حملها هذا التغيير واضحة: في عهد ترامب، السلام لا يُصنع بالاتفاقات، بل بإظهار قبضة من حديد.

تم نسخ الرابط