سنة مؤكدة أم فرض كفاية.. ما حكم الأذان والحكمة من مشروعيته؟

في بيان علمي صادر عنها، أكدت دار الإفتاء المصرية أن الأذان يعدّ شعيرة عظيمة من شعائر الإسلام الظاهرة، وهو مما اختصت به الأمة الإسلامية، ويُشرع لإعلام الناس بدخول وقت الصلاة، لما في ذلك من تعظيم لشأن الصلاة، وحثّ على أدائها في وقتها، وإظهار معالم الدين في المجتمع المسلم.
وأوضحت الدار أن الأذان مشروع للصلوات الخمس المفروضة والجمعة فقط، وليس لبقية النوافل أو الصلوات الجنازية، مشيرة إلى أن تشريعه جاء في أوائل الإسلام بعد الهجرة النبوية، وأنه يدل على هوية المجتمع المسلم، وارتباطه بعبادة الله تعالى.
ما حكم الأذان والحكمة من مشروعيته؟
أما عن الحكم الشرعي للأذان، فقد بيَّنت دار الإفتاء أن جمهور الفقهاء من الحنفية والمالكية والشافعية - في المعتمد من مذاهبهم - ذهبوا إلى أن الأذان سنة مؤكدة، وهي سنة ذات تأكيد عظيم لما له من أثر في إقامة الشعائر، وشدة حرص النبي صلى الله عليه وآله وسلم عليه في حضره وسفره، واستمراره في العمل به دون انقطاع.
في حين ذهب الحنابلة وبعض فقهاء المذاهب الأخرى إلى أن الأذان فرض كفاية، أي إذا قام به البعض سقط الإثم عن الباقين، وإن تركه الجميع أثموا جميعًا؛ وذلك لكونه من الشعائر العامة التي لا يجوز تعطيلها في بلد أو مجتمع مسلم، لما فيه من ترك لنداء الحق وإظهار شعيرة عظيمة.
واستشهدت الدار بعدد من كتب الفقه المعتمدة لدى المذاهب الأربعة لتأكيد هذا الخلاف الفقهي المشروع، مشيرة إلى أن كليهما – القول بالسنية المؤكدة أو فرض الكفاية – يدل على أهمية الأذان ومكانته في الشريعة الإسلامية، وأنه لا ينبغي التساهل في أمره أو تركه دون عذر معتبر.
كما لفت البيان إلى أن الحكمة من مشروعية الأذان تتجلى في أمور عدة، منها: إعلام الناس بدخول وقت الصلاة، توحيد صفوف المصلين، التذكير بالعبادة والطاعة، وإظهار شعار الإسلام في الأماكن العامة، فضلًا عن كونه كلامًا عظيمًا يتضمن ذكر الله والتكبير والشهادة له بالوحدانية ولنبيه بالرسالة.
واختتمت دار الإفتاء بيانها بالتأكيد على أن الالتزام بالأذان في المساجد هو من تعظيم شعائر الله، وأنه ينبغي على المسلمين الحرص على إقامة هذه الشعيرة وعدم التهاون بها، مع الاحترام الكامل لآراء العلماء واختلافهم في تحديد حكمها، لأن في ذلك رحمة وسعة لهذه الأمة.