عاجل

باحث: الحديث الإسرائيلي عن "الحسم" في غزة دعاية سياسية لتجميل فشل نتنياهو

غزة
غزة

أوضح الكاتب والباحث السياسي، محمد دياب، أن الحديث الإسرائيلي عن "الحسم" في غزة لا يعكس واقعية سياسية أو ميدانية، بل يأتي في سياق دعائي لتحسين صورة الحكومة الإسرائيلية أمام جمهورها، في ظل فشلها المتكرر في تحقيق أهدافها العسكرية.

زيادة استخدام مصطلح "الحسم" 

وأشار دياب، في مداخلة عبر قناة "القاهرة الإخبارية"، إلى أن تصريحات رئيس أركان الجيش الإسرائيلي إيال زامير، وزيادة استخدام مصطلح "الحسم" من قبل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يسرائيل كاتس، تعكس حجم الضغط الذي يواجهه قادة المؤسسة العسكرية من قبل الوزراء اليمينيين في "الكابينت"، خاصة بعد اتهامات بالتباطؤ واتهام الجيش بالرغبة في وقف مؤقت للعمليات من أجل عقد صفقة تبادل.

وأكد دياب أن الحديث عن "الحسم" في السياق الإسرائيلي يشير إلى الأهداف المعلنة للحرب، وهي: القضاء على حكم حركة حماس، تسليم السلاح، تحرير الأسرى الإسرائيليين، وتشكيل إدارة مدنية جديدة في القطاع، وهي أهداف لم تحققها إسرائيل رغم مرور نحو عامين على بدء الحرب.

ونوه إلى أن المؤسسة العسكرية الإسرائيلية، رغم بعض التحفظات التي أبدتها في وقت سابق حول جدوى العمليات البرية في غزة، باتت تنصاع في النهاية إلى توجهات الحكومة اليمينية المتطرفة، بفعل تأثير شخصيات مثل إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش، الذين يلعبون دورًا محوريًا في صياغة السياسات الأمنية.

"تحرير الأسرى" هدف بعيد المنال.. والأدلة الميدانية تؤكد فشل الخيار العسكري

وعن جدوى العمليات البرية في تحقيق أحد الأهداف المعلنة، وهو تحرير الأسرى، أكد دياب أن التجربة الميدانية منذ انطلاق الحرب تثبت فشل هذا الخيار، إذ لم تسفر العمليات العسكرية عن تحرير أسرى أحياء، بل حصلت إسرائيل في الغالب على جثث، وسط قلق متزايد لدى أهالي المحتجزين بشأن مصير أبنائهم مع تصاعد التوغل الإسرائيلي داخل مدينة غزة.

وأشار إلى أن تصريحات عائلات الأسرى الإسرائيليين الأخيرة، تؤكد أنهم تلقوا معلومات مباشرة من قيادات في الجيش والحكومة تُعبّر عن مخاوف حقيقية من تعريض حياة أبنائهم للخطر في حال استمرار العمليات العسكرية في الأحياء المكتظة.

دياب: الفصائل تعتمد أسلوب الكمائن والمرونة الميدانية رغم الفارق الهائل في القوة

وفيما يخص قدرات الفصائل الفلسطينية على المقاومة بعد عامين من الحرب، نوه دياب إلى أن التقديرات الإعلامية الإسرائيلية تضخم كثيرًا من هذه القدرات بهدف تبرير تصعيد العدوان، مشيرًا إلى أن الفصائل في غزة لا تملك إلا أسلحة خفيفة وبسيطة، ولا يمكن مقارنتها بما تمتلكه إسرائيل من دبابات وطائرات وصواريخ متطورة.

وأكد أن الفصائل، رغم هذا الفارق الكبير في موازين القوة، استطاعت تطوير أساليبها القتالية من خلال الاعتماد على العمليات الفدائية والكمائن، واستغلال طبيعة الأرض وكثافة السكان في المناطق الغربية من مدينة غزة، التي لم تصلها العمليات البرية بعد.

تم نسخ الرابط