عاجل

دراسة تكشف: الطحالب السامة والبلاستيك الدقيق يحولان المياه إلى سم قاتل

العطش الذي لا يرتوي
العطش الذي لا يرتوي

المياه هي الركيزة الأساسية للحياة على وجه الأرض، يشكل أكثر من 70% من أجسادنا، ومن دونه لا يمكن استمرار أي شكل من أشكال الحياة، لكن المفارقة الصادمة التي كشفت عنها أحدث الدراسات العالمية، أن هذا السائل الشفاف، الذي لطالما ارتبط بالشفاء والنقاء، قد يتحول في ظروف معينة إلى ناقل صامت للأمراض والسموم.

العطش الذي لا يرتوي
العطش الذي لا يرتوي

فبينما ينظر الكثيرون إلى كوب الماء باعتباره رمزًا للنقاء، تكشف تقارير عالمية أن وراء هذا الصفاء الظاهري تختبئ عناصر مدمرة مثل المعادن الثقيلة، البكتيريا الخطيرة، السموم الدائمة، وحتى البلاستيك الدقيق، هنا، يصبح "العطش الذي لا يرتوي" جرس إنذار يهدد صحة الإنسان، خاصة الأطفال والحوامل، الذين يشكلون الفئة الأكثر هشاشة أمام هذه المخاطر.

فيما يلي، نستعرض أبرز ما نشرته صحف ومجلات عالمية مثل The Guardian، Newsweek، Food & Wine، Digital Journal، حول الوجه المظلم لمياه الشرب، وأحدث الأبحاث التي تكشف مخاطر خفية في كل قطرة ماء.

الطحالب السامة.. قنابل بيئية موقوتة

بحسب موقع ipmnewsroom.org، تتوسع ظاهرة "الإزدهار الطحلبي" في بحيرات وأنهار الولايات المتحدة، خصوصًا في ولايات مثل نبراسكا وميشيغان، الطحالب الخضراء الزرقاء، التي تنتج سمومًا معروفة باسم "الميكروسيستينات"، قادرة على إصابة الكبد والجهاز العصبي.

العطش الذي لا يرتوي
العطش الذي لا يرتوي

أشار موقع 1011now.com إلى أن السلطات في نبراسكا اضطرت لتمديد التحذير الصحي في بحيرة Cub Creek بعد رصد مستويات مرتفعة من السموم الطحلبية، أما مجلة Newsweek فقد حذرت من أن السباحة أو الشرب من بعض السواحل في ميشيغان بات يشكل خطرًا مباشرًا على الصحة العامة.

التلوث الزراعي.. عندما يصبح الغذاء سمًا مزدوجًا

نشرت اليوم صحيفة The Guardian البريطانية تقريرًا موسعًا عن أزمة التلوث الزراعي في ولاية أيوا الأمريكية، التي تعد من أكبر الولايات إنتاجًا للذرة وفول الصويا،
لكن هذا الإنتاج الزراعي الضخم له ثمن باهظ تسرب الأسمدة الكيماوية والمبيدات إلى الأنهار والمياه الجوفية.

الدراسة أظهرت أن النيترات والفوسفور باتا جزءًا من مياه الشرب، وهو ما يرفع نسب الإصابة بالسرطان وأمراض الكلى والكبد؛ هذه الأزمة لا تقتصر على الولايات المتحدة فقط، بل تنعكس عالميًا، حيث تؤكد منظمة الصحة العالمية أن الزراعة المكثفة مسؤولة عن جزء كبير من تلوث المياه العذبة.

السموم الدائمة PFAS.. "العدو الذي لا يزول"

واحدة من أخطر الملفات التي ركزت عليها المواقع الأجنبية اليوم هي المواد الكيميائية المعروفة بـ PFAS، أو "السموم الدائمة"، هذه المركبات، التي تُستخدم في الصناعات منذ الخمسينيات (مثل أدوات الطهي المقاومة للالتصاق ومواد مقاومة الماء)، لا تتحلل في البيئة، ما يجعلها تنتقل إلى الطعام والماء والهواء.

العطش الذي لا يرتوي
العطش الذي لا يرتوي

 كشف موقع Food & Wine أن PFAS وجدت حتى في مشروبات مثل البيرة في فرنسا، بينما نشرت The Guardian تقريرًا عن مدينة Saint-Louis الفرنسية، حيث منع السكان من شرب مياه الصنبور بعد اكتشاف نسب مرتفعة من PFAS، هذه المواد مرتبطة مباشرة بأمراض السرطان واضطرابات المناعة والعقم.

المعادن الثقيلة.. الزرنيخ والفلورايد يهددان آسيا

في تقرير نشره موقع Livemint، جاءت الأخبار صادمة حول ولاية بيهار الهندية، حيث تحتوي مياه الشرب على نسب مرتفعة من الزرنيخ، الفلورايد، والحديد، هذه العناصر، التي تتجاوز الحدود المسموح بها عالميًا، مرتبطة بمشكلات صحية خطيرة مثل هشاشة العظام، أمراض الكلى، وتشوهات الأطفال.

الأخطر أن هذه المعادن لا يمكن التخلص منها بسهولة بالطرق التقليدية للترشيح، ما يجعل المجتمعات الفقيرة الأكثر تضررًا، إذ تعتمد بشكل أساسي على مياه الآبار الجوفية الملوثة.

بكتيريا ليجيونيلا.. القاتل الصامت في أنظمة المياه الساخنة

 سلط موقع Digital Journal الضوء على خطر بكتيريا ليجيونيلا، التي تنمو في أنظمة المياه الدافئة بين 20 و45 درجة مئوية،
استنشاق الرذاذ المتطاير من هذه المياه يؤدي إلى ما يعرف بـ "مرض الليجيونير"، وهو شكل قاتل من الالتهاب الرئوي.

العطش الذي لا يرتوي
العطش الذي لا يرتوي

ورغم أن حالات الإصابة ما زالت أقل انتشارًا مقارنة بتلوث المياه الكيميائي، إلا أن معدل الوفاة المرتبط بها مرتفع، خصوصًا بين كبار السن وأصحاب المناعة الضعيفة.

البلاستيك الدقيق.. جزيئات غير مرئية تقتحم أجسامنا

واحدة من أكثر القضايا التي أثارت الجدل في الصحف اليوم كانت حول التلوث البلاستيكي، أكثر من 3 مواقع إخبارية، بينها GB News وThe Express، نشرت تحذيرات من أن زجاجات المياه البلاستيكية تحتوي على ملايين الجزيئات الدقيقة والنانوية.

هذه الجسيمات، التي لا ترى بالعين المجردة، قادرة على اختراق أنسجة الجسم والتسبب في التهابات مزمنة واضطرابات مناعية،
والأدهى أن هذه الجسيمات رصدت أيضًا في مياه الصنبور بعد انتقالها من شبكات التوزيع.

الحوامل والأطفال

بحسب تقرير نشرته Newsweek، فإن النساء الحوامل والأطفال يشكلون الفئة الأكثر عرضة لمخاطر تلوث المياه،
الدراسة أكدت أن حتى المستويات "الآمنة" من الزرنيخ يمكن أن تؤدي إلى ولادة مبكرة أو انخفاض وزن الطفل عند الولادة.

العطش الذي لا يرتوي
العطش الذي لا يرتوي

كما أظهرت بيانات جديدة أن تعرض الجنين لمركبات PFAS في رحم الأم قد يزيد من خطر الإصابة بمشاكل في المناعة والهرمونات لاحقًا، وهو ما يجعل قضية تلوث المياه ليست مجرد خطر بيئي، بل أزمة صحية تهدد مستقبل الأجيال القادمة.

ماذا تقول منظمة الصحة العالمية؟

منظمة الصحة العالمية نشرت في وقت سابق إحصائيات تؤكد أن أكثر من 2 مليار شخص حول العالم يشربون مياهًا ملوثة بشكل أو بآخر.

وتشير التقديرات إلى أن تلوث المياه مسؤول عن أكثر من 500 ألف وفاة سنويًا نتيجة أمراض معوية وأورام سرطانية وأمراض الكبد والكلى.

هل يمكن إنقاذ الموقف؟

وفقًا لموقع Wired، فإن هناك بعض الحلول التقنية التي يمكن أن تخفف من أزمة تلوث المياه، أبرزها:

  • تطوير أنظمة ترشيح متقدمة قادرة على إزالة PFAS والمعادن الثقيلة.
  • تعزيز الرقابة الحكومية على مصادر المياه الجوفية والسطحية.
  • استبدال تعبئة المياه البلاستيكية بمواد صديقة للبيئة.
  • التوسع في حملات التوعية المجتمعية حول خطورة شرب المياه الملوثة.
تم نسخ الرابط