صراع القوى وتحديات الحوكمة في المستقبل.. من سيحكم غزة بعد الحرب؟

تظل مسألة من سيتولى حكم قطاع غزة بعد الحرب الحالية مع إسرائيل، موضوعًا معلقًا دون حل واضح بالرغم من الاتفاق الذي تم التوصل إليه يوم الأربعاء 15 يناير 2025 بين إسرائيل وحركة حماس على وقف فوري لإطلاق النار في قطاع غزة، وتبادل الأسرى، فإن السؤال حول من سيحكم غزة في المستقبل ما يزال يثير جدلاً كبيرًا بين مختلف الأطراف الفاعلة.
فقد فازت حماس في الانتخابات التشريعية الفلسطينية في عام 2006 ومن ثم استولى على السلطة في قطاع غزة في عام 2007 بعد صراع عنيف مع حركة فتح، ما أدى إلى تقسيم السلطة بين الضفة الغربية وغزة، ومنذ بداية الحرب الأخيرة في أكتوبر 2023، تتزايد الانقسامات داخل الحكومة الإسرائيلية بشأن مستقبل قطاع غزة بعد انتهاء الصراع.
عودة حماس
وذكرت قناة فرانس24 أن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو يرفض أي احتمال لعودة حماس للحكم في غزة بعد انتهاء الحرب، حيث كان الهدف الأساسي للهجمات العسكرية التي شنتها قوات الاحتلال على غزة هو القضاء على حركة حماس، إلا أن الحركة لم تُمحَ تمامًا، وبالرغم من بعض الطروحات من شخصيات في الحكومة الإسرائيلية مثل وزير الدفاع الأسبق يوفال غالانت، الذي تحدث عن خطة لتحكم أطراف فلسطينية في غزة دون أن تشمل السلطة الفلسطينية، إلا أن هذه النقاشات تظل غير حاسمة.
ومن جانبها ، تبنت الولايات المتحدة سياسة صارمة تجاه حماس، إذ ترفض بشكل قاطع أن يكون للحركة أي دور في الحوكمة المستقبلية للقطاع، وأكد وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، أن غزة يجب أن تكون خالية من حكم حماس، مشيرًا إلى ضرورة إيجاد إطار إداري مؤقت يضمن استقرار القطاع.
وقد عبّر بلينكن عن أن الخطة الأمريكية تتضمن "وحدة غزة والضفة الغربية تحت سلطة فلسطينية" مع الحفاظ على الأمن وعدم وجود احتلال عسكري إسرائيلي دائم، كما أكد على ضرورة مشاركة أطراف دولية في دعم عملية إعادة إعمار غزة والإشراف على إدارتها مؤقتًا.
إدارة غزة
وترفض السلطة الفلسطينية، بقيادة محمود عباس، أي محاولة لتوسيع سلطة حماس في غزة وتؤكد على أنها القوة الشرعية الوحيدة التي يمكنها حكم القطاع في المستقبل، حيث صرح رئيس الوزراء الفلسطيني، محمد مصطفى، في 15 يناير 2025 بأن "السلطة الفلسطينية هي الحكومة الشرعية لفلسطين" وأنه "لن يكون مقبولًا أن يحكم غزة أي كيان آخر سواها ".
كما أظهرت الدول العربية، مثل السعودية وقطر، بالإضافة إلى مصر والأردن، رغبتها في إيجاد حل سياسي يضمن استقرار غزة ويؤدي إلى تشكيل إدارة مؤقتة تشارك فيها السلطة الفلسطينية، ومع ذلك تظل حماس لاعبًا أساسيًا في أي حل مستقبلي.
ففي النهاية سيعتمد الحكم المستقبلي لقطاع غزة على عدة عوامل معقدة تشمل الدعم الدولي و الدور الذي يمكن أن تلعبه السلطة الفلسطينية وحماس في المستقبل والإرادة السياسية لإسرائيل، ومع ذلك فإن السيناريوهات المطروحة قد لا تضمن استقرارًا دائمًا ما لم يتم التوصل إلى حل شامل يؤدي إلى