هل أصبح خيار "حل الدولتين" مستحيلا على أرض الواقع؟.. خبيرة تجيب |خاص

قالت الدكتورة مونيكا وليم الكاتبة والباحثة في العلاقات الدولية، إن تصريحات الوزير الإسرائيلي المتطرف بتسلئيل سموتريتش بشأن إبادة السلطة الفلسطينية والمضي في مشروع الاستيطان التوسعي E1 ليست مجرد مواقف عابرة، بل تعكس رؤية أيديولوجية لليمين الإسرائيلي المتطرف الساعي إلى دفن خيار حل الدولتين وجعل الاعتراف بالدولة الفلسطينية في الأمم المتحدة أمرًا شبه مستحيل على أرض الواقع.
وأكدت الدكتورة مونيكا وليم في تصريح خاص لموقع نيوز رووم، أن مشروع E1 الذي يسعى لربط مستوطنة معاليه أدوميم بالقدس الشرقية، في حال تنفيذه، سيقسم الضفة الغربية إلى أجزاء معزولة، ويقطع أوصالها عن القدس، وهو ما يعني عمليًا القضاء على إمكانية إقامة دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة، مضيفة أن هذا المشروع يندرج ضمن خطة أوسع للتهجير القسري وتغيير البنية الديموغرافية والجغرافية في الأراضي الفلسطينية.

د. مونيكا وليم: سياسات بن غفير وسموتريتش ستعمّق عزلة إسرائيل الدولية
وأضافت ويليم:"لكن ما يتجاهله سموتريتش وبن غفير وغيرهما من قادة اليمين المتطرف هو أن هذه السياسات لن تجلب الأمن لإسرائيل، بل ستعمّق عزلتها الدولية، وتؤكد هشاشة جبهتها الداخلية، فقد أثبتت عمليات المقاومة الفلسطينية في خان يونس وبيت حانون والزيتون أن قدرة إسرائيل العسكرية ليست مطلقة، وأن إرادة القتال لدى الشعب الفلسطيني، مدعومة بالأنفاق والعتاد المحدود والتكتيكات المبتكرة، وبالتالي تظل عائقًا حقيقيًا أمام تنفيذ مخططات التهجير وكسر المقاومة".
وتابعت:"ما يزيد المأزق الإسرائيلي تعقيدًا هو ضعف الإجماع الداخلي في إسرائيل نفسه، حيث تتواصل الاحتجاجات الشعبية ضد سياسات الحكومة وتوجهاتها، وهو ما يدخل بقوة في حسابات نتنياهو الذي يواجه تحديًا مزدوجًا وهما مقاومة فلسطينية متصاعدة في الميدان، ورفضًا شعبيًا داخل إسرائيل لسياسات التوسع الاستيطاني والانزلاق نحو حرب مفتوحة بلا أفق سياسي وهو ما يعزز فكرة اسري جدد".
وأردفت أن ما يحدث في حي الرمال والشجاعية والزيتون من مجازر ممنهجة يندرج في إطار عملية أيديولوجية هدفها تهجير السكان وتجويع الفلسطينيين وتدمير مقومات الحياة، لكن هذه السياسات تصطدم بالرفض الشعبي الفلسطيني وبالمقاومة المستمرة، وهو ما يعكس فشل حكومة الاحتلال الإسرائيلي في فرض مشروعها الاستيطاني بالكامل.
وأكدت أن حكومة نتنياهو بتركيبتها الحالية ليست حكومة سياسية بالمعنى التقليدي، بل حكومة عقائدية متطرفة توظف الحرب كوسيلة لتحقيق أهداف أيديولوجية تعتبرها “فرصتها التاريخية” لضم الضفة الغربية وتوسيع المستوطنات، لكن هذه الرؤية قصيرة النظر ستنعكس سلبًا على إسرائيل نفسها، حيث إنها تتجاهل ديناميكيات الواقع الجديد في غزة والضفة، وتتعامى عن التحولات الإقليمية والدولية التي تُعيد وضع القضية الفلسطينية في صدارة المشهد.
وختمت الدكتورة مونيكا وليم الكاتبة والباحثة في العلاقات الدولية حديثها أن مشروع سموتريتش لا يدفن الدولة الفلسطينية فحسب، بل يدفن أوهام إسرائيل بسلام وأمن مستدام، ويؤكد أن المقاومة والرفض الشعبي الفلسطيني، إلى جانب الانقسام الداخلي الإسرائيلي، سيظلان العقبة الأكبر أمام سياسات التهجير والاستيطان.