بين التهديد والضغط السياسي..ما وراء تمسك الثنائي الشيعي بلبنان بالسلاح؟

أكدت مصادر لبنانية أن الثنائي الشيعي، المكون من حزب الله وحركة أمل، يواصل عرقلة مناقشات نزع سلاح الميليشيا في لبنان، في خطوة يُنظر إليها كتحرك منسّق لحشد التأييد الشعبي الشيعي قبيل مواجهة محتملة مع الدولة، وسط تمسك الحكومة اللبنانية بحصر السلاح بيد الجيش اللبناني.
أوضحت المصادر في تصريحات صحفية أن إصرار الثنائي الشيعي على تعطيل أي نقاش بهذا الشأن يهدف إلى كسب الوقت وتمييع القرارات، بينما يستعد مجلس الوزراء لاجتماع مرتقب يوم الجمعة لدراسة خطة الجيش اللبناني لنزع السلاح غير الشرعي.
تصعيد خطاب وزراء حزب الله وحركة أمل
ويؤكد محللون سياسيون لبنانيون أن التصعيد في خطاب وزراء حزب الله وحركة أمل يعكس محاولة استباقية لتأليب الشارع الشيعي، وتهيئة قواعدهم الشعبية لاحتمال حدوث صدام مع الجيش في حال تنفيذ الخطة.
ويقول المحلل السياسي داني سركيس إن تهديدات "الثنائي" بالانسحاب من الحكومة تُوظّف لإبراز صورة "بطولية" أمام جمهورهم، كما تعكس تنفيذاً مباشراً لتوجيهات إيرانية تهدف إلى الحفاظ على سلاح حزب الله، مع الترويج المعتاد بأنه موجه ضد إسرائيل، بينما الواقع أنه "يدمر لبنان ويكرّس التبعية لطهران"، بحسب تعبيره.
ويضيف سركيس أن هذه التكتيكات ليست بجديدة، حيث سبق أن لوّح الوزراء الشيعة بالانسحاب من جلسات سابقة، كما حدث في أغسطس الماضي، من أجل تعطيل مناقشة الخطة، وشحن الشارع سياسياً وعاطفياً.
كما يرى الباحث في الشأن اللبناني قاسم يوسف أن التخوف الأساسي لدى حزب الله يكمن في أن يقدم الجيش خطة كاملة لنزع سلاحه مرفقة بجدول زمني، وهو ما سيفرض ضغوطاً على الحزب على عدة مستويات، أهمها أمام قواعده الشعبية، في حال عجز عن الاستجابة أو التصدي للإجراءات الحكومية.
ويتابع يوسف: "إصرار رئيس الحكومة نواف سلام ورئيس الجمهورية جوزيف عون على المضي في الخطة واضح، لكن لا تزال هناك احتمالات لسيناريوهين خلال الجلسة المرتقبة: إما تمرير هادئ عبر التأجيل، أو انفجار سياسي إذا طُرحت الخطة للتصويت".
كبح جماح خطة الجيش اللبناني
وأشار إلى أن حزب الله أصبح على دراية كاملة بتفاصيل خطة الجيش، ويُدرك أن الحكومة لن تتراجع عنها، لذلك يعمل على كبح الخطة عبر الضغوط السياسية وليس العسكرية حالياً، لتفادي الانزلاق إلى مواجهة مباشرة.
وتشير تحليلات إلى أن سلوك الثنائي الشيعي يعكس قناعة بأن لا مفر من تنفيذ القرار في النهاية، لكنهم يحاولون تأجيله لأطول فترة ممكنة، بهدف إعادة ترتيب أوراقهم سياسياً وشعبياً، وسط وضع داخلي متأزم نتيجة الحرب الأخيرة مع إسرائيل التي تركت آثارًا مدمرة على قرى الجنوب اللبناني، ودمرت جزءاً كبيراً من الحاضنة الشعبية التي يدّعي الحزب حمايتها.