عاجل

شفيق التلولي: الاحتلال يحاول ابتلاع أراضي الضفة الغربية لتصفية القضية |فيديو

احتلال الضفة الغربية
احتلال الضفة الغربية

أكد الدكتور شفيق التلولي، عضو المجلس الوطني الفلسطيني، أن ما يجري في الضفة الغربية من انتهاكات إسرائيلية متصاعدة ليس أحداثًا عابرة أو ردود أفعال آنية، بل يأتي في إطار مخطط استراتيجي واضح يهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية برمتها، وفرض وقائع جديدة على الأرض.

وأوضح "التلولي"، خلال لقائه مع الإعلامي كمال ماضي في برنامج ملف اليوم على قناة القاهرة الإخبارية، أن التصعيد الراهن مرتبط برؤية أيديولوجية متجذرة في العقلية الإسرائيلية، يقودها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو مدعومًا من حلفائه في اليمين المتطرف، وعلى رأسهم إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش، الذين يعملون كأدوات لتنفيذ المشروع السياسي القائم على إنكار الدولة الفلسطينية ورفض حل الدولتين.

رفض حل الدولتين

وشدد على أن حكومة الاحتلال لا تسعى فقط لعرقلة أي تحرك دولي نحو الاعتراف بالدولة الفلسطينية، بل ترفض بشكل مطلق حل الدولتين، وتعمل على ضم الضفة الغربية، سواء بشكل كامل أو جزئي، كخيار استراتيجي يهدف إلى نسف إمكانية قيام دولة فلسطينية مستقلة.

وأضاف "التلولي" أن نتنياهو يستخدم سياسات فرض الأمر الواقع لتكريس الاحتلال، سواء من خلال بناء المستوطنات، أو تصعيد حملات الاعتقالات والاقتحامات، أو من خلال ممارسات التهويد الممنهجة في القدس، ما يجعل أي مفاوضات مستقبلية بلا جدوى حقيقية.

مشروع استيطاني ممنهج

وأوضح أن ما نشهده من تحركات إسرائيلية ليس إلا جزءًا من مشروع استيطاني متكامل يستهدف الأرض والشعب معًا، لافتًا إلى أن حكومة الاحتلال تسعى لتقديم الضفة الغربية كأرض إسرائيلية خالصة، مستخدمة في ذلك القوة العسكرية وسياسة الإبادة الجماعية في غزة، إلى جانب التهجير والتجويع في الضفة والقدس، بهدف تركيع الشعب الفلسطيني وإضعاف مقاومته.

لافتًا إلى أن هذا السلوك الاستيطاني يعكس سياسة استعمارية راسخة تتجاوز مجرد الرد على المواقف الأوروبية الأخيرة التي أبدت نية بعض دولها الاعتراف بالدولة الفلسطينية، لتصل إلى جوهر المشروع الإسرائيلي الذي ينكر وجود شعب فلسطيني من الأساس.

تحدي الإرادة الدولية

وأكد شفيق التلولي أن الحكومة الإسرائيلية تتعمد تحدي الإرادة الدولية والرأي العام العالمي، عبر ممارساتها التصعيدية التي تتناقض مع القوانين الدولية وقرارات الأمم المتحدة، إذ أن الاحتلال يراهن على عامل الوقت وازدواجية المواقف الدولية، معتبرًا أن إسرائيل تتصرف كقوة فوق القانون، مدعومة بمواقف بعض القوى الكبرى التي تمنحها غطاءً سياسيًا.

كما أشار إلى أن الاعترافات الأوروبية المحتملة بالدولة الفلسطينية، رغم أهميتها الرمزية، لم توقف بعد آلة القتل والتدمير التي تمارسها إسرائيل يوميًا، سواء في الضفة أو غزة.

دعم أمريكي يعرقل المساءلة

وتطرق "التلولي" إلى البعد الدولي للأزمة، موضحًا أن غياب المحاسبة الحقيقية للاحتلال شجع إسرائيل على التصعيد المتواصل، قائًلا: "من أمن العقاب أساء الأدب"، في إشارة واضحة إلى الدعم الأمريكي المتواصل لسياسات نتنياهو، خصوصًا عبر العلاقة الوثيقة التي ربطته بالرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، وما أفرزته من سياسات مثل "صفقة القرن" التي هدفت لتصفية الحقوق الفلسطينية.

مشيرا إلى أن الموقف الأمريكي الحالي ما يزال يشكل مظلة حماية لإسرائيل في مواجهة أي ضغوط دولية، وهو ما يدفع حكومة الاحتلال إلى مواصلة التصعيد بلا حساب.

<strong>احتلال الضفة الغربية </strong>
احتلال الضفة الغربية 

القضية الفلسطينية في خطر

واختتم شفيق التلولي تصريحاته بالتأكيد على أن القضية الفلسطينية تمر بمرحلة حرجة غير مسبوقة، حيث يجتمع التصعيد الميداني في الضفة الغربية مع الإبادة الجماعية في غزة، والتهجير في القدس، في إطار مشروع استعماري شامل.

وطالب شفيق التلولي المجتمع الدولي بضرورة التحرك الجاد والفعّال لوقف هذا المخطط الذي يهدد السلم الإقليمي والدولي، مؤكدًا أن الشعب الفلسطيني سيظل متمسكًا بحقوقه المشروعة في إقامة دولته المستقلة على كامل أراضيه، رغم كل محاولات الاحتلال لفرض الأمر الواقع.

تم نسخ الرابط