عاجل

آصف ملحم: التنسيق بين موسكو وبكين وبيونغ يانغ يتطور إلى تحالف عسكري|فيديو

التحالف الصيني الروسي
التحالف الصيني الروسي الكوري شمالي

أكد الدكتور آصف ملحم، مدير مركز «جي إس إم» للأبحاث والدراسات، أن اللقاء الذي جمع الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون والرئيس الروسي فلاديمير بوتين في الصين، يحمل دلالات استراتيجية بالغة الأهمية، ويعكس حجم التقارب بين القوى الثلاث روسيا، الصين، وكوريا الشمالية في ظل تصاعد التوتر مع الولايات المتحدة.

وأوضح آصف ملحم، خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامية نهى درويش في برنامج منتصف النهار المذاع على قناة «القاهرة الإخبارية»، أن هذا اللقاء لم يكن مجرد حدث بروتوكولي، بل يمثل مؤشرًا على بداية تشكل جبهة سياسية واقتصادية وربما عسكرية تسعى إلى موازنة النفوذ الأميركي عالميًا، في وقت تتصاعد فيه الأزمات الدولية وتزداد حدة الصراع على النفوذ بين القوى الكبرى.

جبهة معارضة للسياسات الأميركية

وأشار إلى أن ما نشهده اليوم هو بداية تبلور جبهة معارضة للولايات المتحدة تقودها بشكل رئيسي كل من روسيا والصين، وانضمت إليها كوريا الشمالية، فضًلا عن أن هذه الدول ليست وحدها، بل يضاف إليها عدد من الدول التي عانت طويلًا من السياسات الأميركية، سواء عبر العقوبات الاقتصادية أو التدخلات السياسية.

وأضاف "ملحم" أن واشنطن تتهم هذه الدول باتباع سياسات معادية، لكنها في الحقيقة مطالبة بإعادة النظر في ممارساتها الخارجية التي فرضتها لعقود طويلة، والتي دفعت العديد من الدول إلى البحث عن تكتلات جديدة لحماية مصالحها بعيدًا عن الهيمنة الأميركية.

محاولات وتحالفات عسكرية

مؤكدا أن الولايات المتحدة تعمل على تطويق هذه الدول عبر إنشاء تحالفات عسكرية في محيطها الجغرافي، كما هو الحال في شرق آسيا بالقرب من كوريا الشمالية، وفي بحر الصين الجنوبي، إضافة إلى دعمها لحركات معارضة داخل هذه الدول بهدف زعزعة استقرارها.

وفي المقابل، أوضح آصف ملحم أن روسيا والصين وكوريا الشمالية تعمل على تعزيز التنسيق فيما بينها، مشيرًا إلى أن هذا التنسيق قد يتطور مستقبلًا إلى تحالف رسمي أو تعاون عسكري مشترك، بما يغير موازين القوى العالمية ويعيد رسم خريطة النفوذ الدولي.

انعكاسات اللقاء على النظام الدولي

أوضح آصف ملحم أن اللقاء بين قادة هذه الدول الثلاث يعكس مرحلة جديدة في العلاقات الدولية، حيث لم تعد الولايات المتحدة اللاعب الأوحد القادر على فرض رؤيته، بل إن القوى الناشئة تسعى إلى بناء نظام عالمي متعدد الأقطاب يضمن مصالحها ويحد من النفوذ الأميركي.

وأضاف آصف ملحم أن هذا التوجه يعكس استياءً متزايدًا من السياسات الأميركية التي تعتمد على فرض العقوبات والتدخل في الشؤون الداخلية للدول، وهو ما دفع خصوم واشنطن وحلفاءها السابقين على حد سواء إلى البحث عن بدائل وتحالفات جديدة.

<strong>الدكتور آصف ملحم</strong>
الدكتور آصف ملحم

مستقبل التحالفات الجديدة

بحسب رؤية آصف ملحم، فإن استمرار اللقاءات بين هذه الدول الثلاث قد يفتح الباب أمام تحالفات أوسع تضم دولًا أخرى تشاركها المواقف ذاتها تجاه السياسات الأميركية. وأكد أن التطورات الحالية ليست معزولة، بل جزء من مسار عالمي نحو إعادة التوازن في العلاقات الدولية.

واختتم آصف ملحم حديثه بالتأكيد على أن هذا اللقاء يمثل رسالة واضحة إلى واشنطن بأن العالم يتغير، وأن القوى التي ظلت على الهامش لعقود تسعى الآن إلى فرض رؤيتها والدفاع عن مصالحها، مما ينذر بمرحلة جديدة من التنافس الدولي قد تحمل في طياتها تحالفات كبرى تغير وجه النظام العالمي.

تم نسخ الرابط