بوتين: لا نقاتل أوكرانيا من أجل الأرض وعلى استعداد لمقابلة زيلينسكي

قال الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، إن الحرب الدائرة في أوكرانيا ليست مرتبطة بأطماع في الأراضي، بل تتعلق بمخاوف أمنية واستراتيجية تخص موسكو، وجاءت هذه التصريحات نقلته قناة القاهرة الإخبارية، حيث شدد بوتين على أن بلاده لن تسمح بانضمام أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو)، لما يحمله ذلك من تهديد مباشر للأمن القومي الروسي.
وأضاف فلاديمير بوتين أن مسألة توسع الحلف شرقيًا تمثل خطًا أحمر بالنسبة لبلاده، مؤكدًا أن روسيا ماضية في موقفها الرافض لأي خطوة قد تعزز الوجود العسكري للناتو على حدودها الغربية، موضحًا أن الهدف الأساسي من العمليات العسكرية الجارية في أوكرانيا يرتبط بحماية المصالح الأمنية الروسية وضمان عدم تحول أوكرانيا إلى منصة متقدمة لقوات الحلف.
مشروط لمقابلة زيلينسكي
في سياق متصل، أعلن فلاديمير بوتين استعداده للقاء نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، لكنه طرح تساؤلات حول جدوى هذه الخطوة في ظل استمرار التصعيد وعدم وجود أرضية واضحة للحوار، قائًلا: "أنا مستعد لمقابلة زيلينسكي، لكن السؤال هو عن جدوى ذلك"، في إشارة إلى أن الحوار لا يمكن أن يكون ذا معنى ما لم يتوافر إطار عملي يضمن نتائج ملموسة.
وأشار فلاديمير بوتين إلى أن بلاده لا تعارض المفاوضات من حيث المبدأ، لكنها ترى أن أي لقاءات يجب أن تستند إلى تفاهمات مسبقة تضمن مصالح جميع الأطراف، بعيدًا عن الشعارات السياسية أو الضغوط الغربية التي تحاول فرض شروط غير مقبولة على موسكو.
الضمانات في قمة ألاسكا
تطرق فلاديمير بوتين أيضًا إلى ملف الضمانات الأمنية التي تطالب بها أوكرانيا، مؤكدًا أنه لم يناقش هذه القضية خلال قمة ألاسكا مع الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، موضحًا أن هذه المسألة معقدة وتحتاج إلى توافق أوسع يشمل القوى الكبرى، وليس مجرد تفاهمات ثنائية.
وأكد فلاديمير بوتين أن موسكو ترى أن أي ضمانات أمنية يجب أن تكون متبادلة ومتوازنة، بحيث تراعي المخاوف الروسية المشروعة من توسع الناتو، لا أن تقتصر على تأمين مصالح أوكرانيا وحدها.
موازين القوى الدولية
تصريحات فلاديمير بوتين تعكس رؤية روسيا للصراع الأوكراني باعتباره جزءًا من إعادة تشكيل النظام الدولي، وليس مجرد نزاع حدودي، فموسكو ترى أن واشنطن وحلفاءها في الناتو يسعون لاستخدام أوكرانيا كورقة ضغط لإضعاف روسيا، وهو ما تعتبره القيادة الروسية تهديدًا وجوديًا يجب مواجهته بكل الوسائل الممكنة.
ويرى مراقبون أن تشديد بوتين على رفض انضمام أوكرانيا للناتو يعكس إصرار روسيا على رسم خطوط حمراء واضحة أمام الغرب، خاصة أن توسع الحلف شرقًا كان أحد أبرز أسباب اندلاع الحرب في فبراير 2022.
المفاوضات بين موسكو وكييف
إعلان فلاديمير بوتين استعداده لمقابلة زيلينسكي يعكس أن الباب لم يُغلق نهائيًا أمام الحلول السياسية، لكنه في الوقت نفسه يظهر تمسك موسكو بشروطها الأساسية. فروسيا تطالب بضمانات مكتوبة بعدم انضمام أوكرانيا للناتو، إلى جانب الاعتراف بواقع السيطرة الروسية على بعض المناطق التي تراها موسكو ضمن نفوذها الاستراتيجي.
وفي المقابل، تتمسك أوكرانيا بدعم الغرب وبحقها في الانضمام إلى أي تحالفات عسكرية تراها مناسبة، وهو ما يجعل التوصل إلى تسوية أمرًا بالغ التعقيد في ظل التباين الكبير بين مواقف الطرفين.

رؤية مستقبلية للصراع
من الواضح أن تصريحات فلاديمير بوتين الأخيرة تهدف إلى إرسال رسائل متعددة للداخل والخارج في آن واحد. فهي من جهة تطمئن الشعب الروسي بأن الحرب ليست من أجل التوسع الجغرافي، ومن جهة أخرى تبعث برسالة إلى الغرب بأن موسكو لن تتراجع عن خطوطها الحمراء مهما كانت الضغوط.