80 ألف حمامة سلام.. الصين تستعرض قوتها النووية في اختتام عيد النصر

أطلقت الصين، اليوم الأربعاء، 80 ألف حمامة سلام في ختام عرض عسكري ضخم بالعاصمة بكين، احتفالًا بمرور 80 عامًا على هزيمة اليابان وانتهاء الحرب العالمية الثانية، في حدث تاريخي شهد حضور كبار قادة العالم.
كما حلقت سبع طائرات استعراضية من طراز جيه-10 فوق ميدان تيان آن من إيذانا باختتام العرض العسكري الصيني لإحياء ذكرى يوم النصر اليوم الأربعاء. وقدمت هذه الطائرات عرضا جويا تضمن 14 مسارا من الدخان الملون، ترمز إلى 14 عاما من حرب المقاومة الشعبية الصينية ضد العدوان الياباني، والآفاق المشرقة لـ1.4 مليار صيني يسعون جاهدين لتحقيق النهضة الوطنية.
وقد احتل العرض اهتمامًا عالميًا، لا سيما مع مشاركة منصات الصواريخ النووية العابرة للقارات، في رسالة واضحة تعكس صعود الصين كقوة عسكرية متقدمة لا يُستهان بها.
شي جين بينغ يستقبل زعماء العالم
وقد استُقبل هذا الحدث التاريخي بحفاوة رسمية في ساحة "تيانانمن"، بحضور الرئيس الصيني شي جين بينغ، وبمشاركة أكثر من 20 زعيم دولة، من أبرزهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون، ما أضفى على المناسبة أبعادًا جيوسياسية لافتة في ظل التحولات الدولية الراهنة.
بدأت الحرب الصينية ضد العدوان الياباني مبكرًا، في عام 1931، مع غزو منشوريا. لكن الحرب الشاملة اندلعت عام 1937، لتتحوّل إلى واحدة من أكثر الصراعات دموية في القرن العشرين، قبل أن تندمج رسميًا ضمن الحرب العالمية الثانية. ووفق تقديرات مؤرخين صينيين، فقد خسر الصينيون خلال 8 أعوام من القتال ما لا يقل عن 35 مليون شخص بين قتيل وجريح، غالبيتهم من المدنيين.

مذبحة نانكينغ
لا تزال مجزرة نانكينغ واحدة من أبشع جرائم الحرب في التاريخ الحديث، حيث تُقدّر الصين عدد الضحايا بـ 300 ألف قتيل في ديسمبر 1937. وشملت المجازر إعدامات جماعية لأسرى الحرب، واغتصابًا واسع النطاق للنساء، وتجارب طبية وحشية نفذتها وحدة 731 اليابانية على المدنيين والأسرى.
وبالاستناد إلى اتفاق يالطا الموقع في فبراير 1945، دخل الاتحاد السوفيتي الحرب ضد اليابان بعد ثلاثة أشهر فقط من استسلام ألمانيا. وهو الهجوم الذي شكّل نقطة التحول الحاسمة في انهيار الجيش الياباني، ومهّد لانتهاء الحرب في آسيا، إلى جانب الضربتين النوويتين الأمريكيتين على هيروشيما وناغازاكي.
ختام العرض التاريخي
وقد تم إطلاق آلاف الحمائم البيضاء في نهاية العرض كان بمثابة رسالة مزدوجة: دعوة للسلام في عالم يزداد اضطرابًا، من جهة، وإظهار للقوة العسكرية الصينية المتنامية من جهة أخرى. ويبدو أن الصين أرادت من هذا الحدث أن تُذكّر العالم بتضحياتها التاريخية، وبأنها لم تعد مجرد قوة إقليمية، بل فاعل أساسي في صياغة النظام العالمي الجديد.