القصة الكاملة لوفاة ترامب.. وهل يخفي البيت الأبيض سراً حول صحته؟

غاب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن الساحة السياسية والإعلامية لأكثر من أربعة أيام، في مشهد غير معتاد، لم يظهر في أي مناسبة، لم يُصدر أي بيان، ولم يغرّد حتى على منصته الخاصة "تروث سوشيال"، مما فتح هذا الغياب الباب أمام سيل من الشائعات، تزامن مع فيديو غريب نشرته مستخدمة على "تيك توك" زعمت فيه أنها "رأت في حلم" أن ترامب سيتوفى في 3 سبتمبر الساعة 10 صباحًا.
وخلال ساعات قليلة، تصدر هاشتاج #TrumpIsDead و #ترامب_مات منصات التواصل، حاصدًا مئات آلاف المنشورات، ومُطلقًا موجة هلع وتساؤلات داخل أمريكا وخارجها.
"أنا مستعد لأي طارئ"
في خضم هذه البلبلة، خرج نائب الرئيس جي دي فانس بتصريحات زادت النار اشتعالًا، حين قال في مقابلة مع صحيفة «USA Today» إنه خضع لتدريبات مكثفة مؤخرًا ليكون "جاهزًا لتحمّل المسؤولية" في حال حدوث مكروه للرئيس. هذا التصريح، المتزامن مع اختفاء ترامب، فسّره البعض كتمهيد لاحتمال انتقال السلطة، فيما اعتبره آخرون رسالة مبطّنة عن وجود أزمة صحية خطيرة للرئيس الـ47.
ظهور ترامب المفاجئ: وجه شاحب وكدمات مثيرة للقلق
بعد تصاعد الشائعات، ظهر ترامب أخيرًا في لقطات مصورة، وهو يصافح أنصاره قبل التوجه إلى ملعب الغولف. لكن ظهوره لم يبدد القلق، بل زاد الشكوك: فقد بدا وجهه شاحبًا، وعيناه مرهقتين، وانتشرت صور تُظهر كدمات وانتفاخًا في يديه وكاحليه، حاول إخفاءها بجوارب طويلة.
ووصفت صحيفة «Daily Beast» هذه الصور بأنها "صادمة"، مشيرة إلى أن البيت الأبيض لم يقدم أي تفسير طبي شفاف، باستثناء الإشارة إلى "قصور وريدي مزمن".
البيت الأبيض ينفي.. وترامب يعلّق بنفسه
مع اشتداد التساؤلات عبر منصات التواصل الاجتماعي ، خرج البيت الأبيض ببيان مقتضب أكّد فيه أن "الرئيس بصحة جيدة وسيذهب للعب الغولف خلال ساعة". أما ترامب، فاختار الرد بنفسه، وكتب على منصته: "لم أشعر بتحسن في حياتي من قبل".
وفي مؤتمر صحفي لاحق، وصف الشائعات بأنها "جنونية"، قائلًا: "غيبت لمدة يومين فقط، فزعموا أنني متّ. بايدن يختفي لأيام، ولا أحد يتحدث!"
فيديو التنبؤ بوفاة ترامب
والفيديو الذي أطلق الشرارة، نشرته سيدة على "تيك توك" بتاريخ 25 أغسطس، زعمت فيه أنها "رأت في حلم" وفاة ترامب يوم 3 سبتمبر الساعة 10 صباحًا.
رغم الطابع العفوي للمقطع، إلا أن انتشاره الجنوني دفع البعض لوصفه بأنه "تحريض ناعم"، فيما دافع آخرون عن "حرية التعبير والرؤى الشخصية".
وعلي الرغم من ذلك، لم تحذف منصة "تيك توك" الفيديو حتى اللحظة، رغم المطالبات بمراجعته بسبب "حساسيته السياسية".
الشائعات أداة نفسية وسياسية
ويرى خبراء الإعلام أن انتشار هذه الشائعات لم يكن عشوائيًا. البعض وصفها بـ"رسالة تعبئة نفسية" قد تُستخدم لأهداف سياسية، أو حتى أمنية. ومن اللافت أن هذه الموجة جاءت بعد أيام فقط من ظهور تقارير تتحدث عن تغييرات كبرى في قيادة الفضاء الأمريكية، ونيّة ترامب إنشاء منظومة دفاعية جديدة أطلق عليها اسم "القبة الذهبية".
ماذا لو مات ترامب فعلًا؟
في حال وفاة ترامب أثناء ولايته، ينص التعديل 25 من الدستور الأمريكي على ما يلي:
- يتولى نائب الرئيس فورًا الرئاسة (جي دي فانس في هذه الحالة).
- يبدأ الإعداد لانتخابات مبكرة إذا كانت الوفاة في بداية الولاية.
- يتم إعلان حداد وطني وتُلغى العديد من الأنشطة الرسمية.
- أما سياسيًا، فإن وفاة ترامب قد تُفجّر أزمة داخل الحزب الجمهوري بين تيار "أمريكا أولًا" والتيار التقليدي، وقد تعيد تشكيل مستقبل الحزب بالكامل.
هل يخفي البيت الأبيض "سرا" عن صحة ترامب؟
كشف قيادي جمهوري من التيار الوسطي المحافظ أن جميع المؤشرات تشير إلى أن البيت الأبيض قد يكون بصدد إخفاء أمر ما يتعلق بالحالة الصحية للرئيس الأمريكي دونالد ترامب. وأوضح القيادي الذي فضل عدم الكشف عن ذكر اسمه، أن هناك استخداماً مفرطاً للمكياج على ملامح ترامب، إلى جانب توجيه مفرط للمعلومات المقدمة للرأي العام حول حقيقة حالته الصحية.
وأضاف أن "علامات مثيرة للقلق ظهرت على جسد الرئيس، بما في ذلك كدمات على يده اليسرى ووضوح غير معتاد في قدميه". ورغم هذه المؤشرات، يؤكد القيادي الجمهوري أن ترامب يواصل في كل مناسبة التأكيد على أنه بصحة جيدة، فيما يسير مسؤولو البيت الأبيض في الاتجاه نفسه.
اختبارات ترامب الصحية
وكرر ترامب في مناسبات متعددة أنه أجرى اختبارا طبيا شاملا وكانت نتائجه جيدة في مطلع ولايته، ويعود الآن إلى هذه الاستراتيجية، مؤكداً أنه يتمتع بصحة جيدة لم يسبق له أن تمتع بها طوال فترات حياته السابقة. هذه هي الصورة التي يسعى ترامب إلى تسويقها للأمريكيين، مع التركيز دائما على مقارنة نفسه بالخصم السابق جو بايدن.