أفران الصعيد ما بين الماضي والحاضر.. والجدات: عيش بلادنا ما يحلى غير في القديم

في قلب الصعيد الجواني وبالتحديد في قري مدينة قوص، جنوب محافظة قنا تمشي في شوراع القرية وعلى ضفاف نهر النيل تجد العديد من الأفران البلدية المشيدة بالطوب اللبن والطين، والكثير من سيدات القرى والنجوع القديمة يفضلن الأفران القديمة عن الحديثة المشيدة بالمسلح والمصنوعة من الصاج.
نيوز رووم ينقل لكم في تلك السطور قصة أفران جدات الصعيد وأفران البيوت الحديثة وصناعة العيش الشمسي المعروفة في قري الصعيد باسم “العيش البلدي”.


أفران الطين والطوب اللبن
تقول نوال محمد سبعينة العمر، وهي تجلس مرتدية جلباها الصعيدي هي تدق الفرن البلدي التي تجلس أمامها رغم ارتفاع درجات الحرارة وهي تغازل العيش داخلها وتقوم بتحريكه يمينا ويسارا ضاحكة “اهو العيش البلدي الاصيل مش تقولي العيش بتاع الفرن الصاج ولا المسلح ..هو ده عيش ده سلق لكن هذا العيش يمتاز بالطعم الرايق ورائحة تشتمها من علي بعد أمتار ”.
وأشارت الجدة نوال إلى أن الفرن القديم يقوم بتسوية وطهي العيش بطريقة هادئة ويكون العي ذات لون يميل البني الذي يوضع فيه السكر والسمن البلدي ويلتقطه للصغار والكبار عقب خروجه من الفرن مباشرة.



ارتفاع اسعار الوقيد
قال محمد صبري عويس، أبن مدينة قوص، أن اسعار الوقيد حاليا كبيرة في القديم الفرن البلدي القيمة كانت تأخذ أي شئ وتشتعل وتصبح ذات حرارة تستقبل العيش بطهو سريع عكس الفرن الحالي التي تستغرق وقيد نشارة الخشب وانواع اخري باسعار مرتفعة ولذا نحرص حاليا علي العودة الي الفرن القديم بديلا عن المسلح التي اصبح ثمنها مرتفع ايضا .
وأشار الي أن الفرن الصاج اسعارها ارتفعت ايضا واصبحت ضمن الجهاز الذي تأتي به العروس وهو أمر اصبح غير مقبول وبدأت بعض القري في العودة الي القديم الذي لا يأخذ أي استهلاك مثل الحالي .
ونوهت الي أن الافران البلدية الحديثة لا يكون بنائها مثل القديم الذي كان يستخدم فيه الطين المخلوط ببواقي عيدان البوص وهو الذي يطلق عليه “الحيب” ويتم خلطهم وجمعها في الماء ويتم البناء برص الطوب اللبن وبعها يتم تسويتها من الخارج وتحرق .