عاجل

مولد النبي 2025| هل احتفل النبي بمولده أو فعل ذلك الصحابة الكرام؟

ذكرى المولد النبوي
ذكرى المولد النبوي

ذكرى المولد النبوي تهل علينا هذا العام، لتكون دافعًا لنا لكي نستمد الأمل والعزيمة من سيرة النبي صلى الله عليه وآله وسلم العطرة - بحسب دار الإفتاء-، التي ترجمت أرقى معاني الإنسانية والسماحة والرحمة في مواقف نبوية بقيت نبراسًا لنا في أمور حياتنا كلها، ولكن هل احتفل النبي بمولده، وهل فعل ذلك الصحابة الكرام رضوان الله عليهم؟

هل احتفل النبي بمولده أو فعل ذلك الصحابة الكرام؟

تقول دار الإفتاء الأردنية إنه يجب أن يتنبه المسلم أولاً إلى قضية مهمة، وهي: ترك النبي وصحابته لأمر من الأمور لا يدل على تحريم ذلك الأمر، فالله تعالى يقول: ﴿وَما انكم الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا ﴾ [الحشر: (٧)، فالأمر يدل على الوجوب، والنهي يدل على التحريم، ولم يقل أحد من العلماء قط إن الترك يدل على التحريم، فما تركه النبي ولم يفعل فحكمه: إما أنه باقي على الإباحة، وإما أنه يدخل تحت عموم دليل شرعي فيأخذ ذلك الحكم.

كما أن السنة النبوية عند علمائنا هي قول النبي وفعله وتقريره وخلقه وخلقه، ولم يقل أحد من العلماء بأن الترك سنة متبعة.

حكم الاحتفال بالمولد النبوي

ونبهت أنه أي حكم شرعي ينبغي أن يكون ثابتا بالأدلة الشرعية، وهي الكتاب والسنة والإجماع والقياس وغيرها من الأدلة المعتبرة، كالبراءة الأصلية، وأن الأصل في الأشياء النافعة الإباحة، وترك النبي لشيء ليس دليلاً شرعياً فلا يجوز الاستناد إليه في تحريم الاحتفال بيوم المولد النبوي. وبناء على ذلك، فإن مشروعية الاحتفال بالمولد النبوي لا تتوقف على فعل النبي له أو وروده عن الصحابة الكرام الله .

بل إننا نجزم بأن النبي كان الشغل الشاغل للصحابة ، في حركاته وسكناته وتصرفاته وأخلاقه، وبعد أن انتقل إلى الرفيق الأعلى كان حيا في قلوبهم لا يغيب عنهم طرفة عين.

أما وقد طال الزمان بيننا وبين النبي ، ولم نقدر على رؤيته بالعيون، وصرنا كالثكالى لفقدنا صحبته ومعيته، فلا أقل من أن تشهد أحواله بعيون القلوب بقراءة سيرته العطرة ومطالعة أخلاقه النيرة، وشمائله النضرة، وأن تخصص لذلك يوماً بل أياما وليالي المصاحبة أغلى محبوب عند الله وعند المؤمنين، وأن نجعل أطفالنا وأهلنا يشاركون في هذه الفرحة العظيمة.

موعد إجازة المولد النبوي الشريف 2025

أعلنت الحكومة المصرية أن يوم الخميس 4 سبتمبر 2025، الموافق 12 ربيع الأول 1447 هـ، سيكون إجازة رسمية مدفوعة الأجر بمناسبة المولد النبوي الشريف، للعاملين في القطاعين العام والخاص، ويحرص المواطنون على الاستفادة من هذه الإجازة للاحتفال بالمولد النبوي، وزيارة الأقارب، والمشاركة في الفعاليات الدينية والثقافية التي تنظم في المساجد والمراكز الإسلامية.

هل احتفى السلف الصالح بذكرى المولد النبوي؟ 

دَرَجَ سلفُنا الصالح على الاحتفال بمولد الرسول الأعظم صلوات الله عليه وسلامه بإحياء ليلة المولد بشتى أنواع القربات من إطعام الطعام وتلاوة القرآن والأذكار وإنشاد الأشعار والمدائح في رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، كما نصَّ على ذلك غيرُ واحد من المؤرخين مثل الحافظَين ابن الجوزي وابن كثير، والحافظ ابن دِحية الأندلسي، والحافظ ابن حجر، وخاتمة الحفاظ جلال الدين السيوطي رحمهم الله تعالى.

كما أن الاحتفال بالمولد النبوي الشريف مظهر من مظاهر التعظيم والاحتفاء والفرح بالحبيب المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم، والاحتفاءُ والفرح به أمرٌ مقطوع بمشروعيته؛ لأنَّه عنوان محبته صلى الله عليه وآله وسلم التي هي ركن الإيمان؛ قال تعالى: {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ} [آل عمران: 31].

تم نسخ الرابط