عاجل

12 ربيع الأول| لماذا نحتفل بالمولد النبوي دون الوفاة؟.. رد حاسم من الإفتاء

المولد النبوي
المولد النبوي

تحتفي الأمة الإسلامية الخميس، بذكرى المولد النبوي، ويقول بعض الناس: إذا كان تاريخ وفاة النبي صلى الله عليه وسلم في 12 ربيع الأول فنحن نحتفل بوفاته عليه الصلاة والسلام لا بولادته، كيف نحل هذه الشبهة؟

ذكرى المولد النبوي

تقول دار الإفتاء الأردنية في بيانها إن تاريخ وفاة النبي عليه الصلاة والسلام مختلف فيه بين العلماء، روى الإمام البخاري في صحيحه أن النبي صلى الله عليه وسلم: «توفي، وهو ابن ثلاث وستين»، وجاء في كتب السيرة النبوية الشريفة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم توفي يوم الاثنين في شهر ربيع الأول، وهذا محل اتفاق عند العلماء، لكنهم اختلفوا في تعيين اليوم الذي توفي فيه من شهر ربيع الأول.

كما جاء في كتاب الروض الأنف للإمام السهيلي: «واتفقوا أنه توفي صلى الله عليه وسلم يوم الاثنين .... غير أنهم قالوا، أو قال أكثرهم: في الثاني عشر من ربيع ولا يصح أن يكون توفي صلى الله عليه وسلم إلا في الثاني من الشهر أو الثالث عشر أو الرابع عشر أو الخامس عشر » .

وتابعت: مما سبق نعلم أن وفاة النبي صلى الله عليه وسلم كانت يوم الاثنين في ربيع الأول، ووقع بعض الخلاف في تعيين اليوم وتحديده على وجه الدقة.  مشددة: على كل حال فإننا نقول: تاريخ وفاة النبي وولادته مسائل تاريخية لا يتعلق بها حكم شرعي من حيث الجواز أو المنع.

كما أن تاريخ ولادته عليه الصلاة والسلام مختلف فيه، فكذلك تاريخ وفاته مختلف فيه، وقد ثبت ذلك في كثير من كتب التاريخ، كتاريخ الطبري والبداية والنهاية لابن كثير وغيرها من كتب السيرة النبوية، فالقول بأننا نحتفل بتاريخ وفاته لا ولادته قول باطل وغير صحيح، وفيه جهل بالتاريخ الحقيقي لأمتنا الإسلامية، وهو إساءة أدب في حق المحتفلين بالمولد النبوي الشريف.

ونحن عندما نحتفل في اليوم الثاني عشر من شهر ربيع الأول من كل عام بمولد النبي فإننا بذلك نوافق قول كثير من أهل التاريخ والسير، ولم تخترع هذا التاريخ من عند أنفسنا.

وبالإضافة إلى ذلك؛ فإن النبي الله علمنا أن النية لها اعتبار كبير في عمل المسلم، يقول عليه الصلاة والسلام: «إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى» رواه البخاري، ولو ثبت أن وفاته كانت في يوم ولادته فنحن مأمورون شرعًا بإظهار الفرح بالنبي صلى الله عليه وسلم وانتشار دين الإسلام، ولا يجوز إظهار الحزن أو الجزع لوفاته، فإن الوفاة ليست سوى انتقال إلى الرفيق الأعلى، وهو عليه الصلاة والسلام حاضر فينا بحضور شريعته السمحة وسيرته العطرة.

موعد إجازة المولد النبوي الشريف 2025

أعلنت الحكومة المصرية أن يوم الخميس 4 سبتمبر 2025، الموافق 12 ربيع الأول 1447 هـ، سيكون إجازة رسمية مدفوعة الأجر بمناسبة المولد النبوي الشريف، للعاملين في القطاعين العام والخاص، ويحرص المواطنون على الاستفادة من هذه الإجازة للاحتفال بالمولد النبوي، وزيارة الأقارب، والمشاركة في الفعاليات الدينية والثقافية التي تنظم في المساجد والمراكز الإسلامية.

هل احتفى السلف الصالح بذكرى المولد النبوي؟ 

دَرَجَ سلفُنا الصالح على الاحتفال بمولد الرسول الأعظم صلوات الله عليه وسلامه بإحياء ليلة المولد بشتى أنواع القربات من إطعام الطعام وتلاوة القرآن والأذكار وإنشاد الأشعار والمدائح في رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، كما نصَّ على ذلك غيرُ واحد من المؤرخين مثل الحافظَين ابن الجوزي وابن كثير، والحافظ ابن دِحية الأندلسي، والحافظ ابن حجر، وخاتمة الحفاظ جلال الدين السيوطي رحمهم الله تعالى.

كما أن الاحتفال بالمولد النبوي الشريف مظهر من مظاهر التعظيم والاحتفاء والفرح بالحبيب المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم، والاحتفاءُ والفرح به أمرٌ مقطوع بمشروعيته؛ لأنَّه عنوان محبته صلى الله عليه وآله وسلم التي هي ركن الإيمان؛ قال تعالى: {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ} [آل عمران: 31].

تم نسخ الرابط