عبد المنعم فؤاد: المولد النبوي احتفال بوحي السماء وتجسيد للأخلاق النبوية

أكد الدكتور عبد المنعم فؤاد، المشرف العام على الرواق الأزهري بالأزهر الشريف، أن الاحتفال بالمولد النبوي الشريف ليس مجرد مناسبة عابرة أو تقليد اجتماعي، بل هو في جوهره احتفال بوحي السماء، وبالرسالة التي حملها النبي محمد صلى الله عليه وسلم للعالمين، مشددًا على أن هذه الذكرى لا تقتصر على تكريم شخصية عظيمة فحسب، وإنما ترتبط بمقاصد إلهية كبرى وبقيم إنسانية خالدة.
وأوضح فؤاد، خلال لقائه مع الإعلامي مصطفى بكري في برنامج "حقائق وأسرار" المذاع على قناة صدى البلد، أن جميع الأنبياء الذين سبقوا رسول الله صلى الله عليه وسلم بشّروا بقدومه، بدءًا من سيدنا نوح وإبراهيم وموسى وصولًا إلى عيسى عليهم السلام، معتبرًا أن ميلاده صلى الله عليه وسلم كان حدثًا عظيمًا بشّرت به السماء قبل أن يشهده أهل الأرض.
دلائل قرآنية على الاحتفال
وأشار المشرف على الرواق الأزهري إلى أن القرآن الكريم ذاته تضمن إشارات صريحة حول أهمية الاحتفال بميلاد الأنبياء، ضاربًا المثل بميلاد سيدنا موسى عليه السلام، حين أنقذه الله من نهر النيل في مصر، وكذلك ميلاد السيد المسيح عيسى عليه السلام وما صاحبه من بشارة الملائكة للسيدة مريم. وأضاف أن هذه الشواهد القرآنية تؤكد أن الاحتفال بميلاد رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر له جذور سماوية وعقيدة أصيلة، وليس مجرد ممارسة طارئة.
الرد على مزاعم البدعة
وفي رده على من يصفون الاحتفال بالمولد النبوي بأنه بدعة، شدّد الدكتور فؤاد على أن البدعة الحقيقية هي إدخال أمور جديدة في الدين لا أصل لها، كأن يغيّر الإنسان عدد ركعات الصلاة أو يضيف إلى العبادات ما لم يشرعه الله ، أما الاحتفال بالمولد النبوي، فيراه "بدعة حسنة"، لأنه يتوافق مع مقاصد الدين، ويعزز مكانة النبي صلى الله عليه وسلم ويحيي سيرته العطرة في قلوب المسلمين.
غاية الاحتفال وقيمته
وأوضح المشرف العام على الرواق الأزهري أن الهدف الأساسي من هذه المناسبة هو استحضار أخلاق الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، والاقتداء بسيرته في تفاصيل الحياة اليومية، من رحمة وعدل وتسامح وصبر ، واعتبر أن المولد النبوي فرصة ذهبية للمسلمين للتأمل في معاني الرسالة، وتجديد العهد مع تعاليم النبي، والحرص على تطبيقها في حياتهم العملية والاجتماعية.
وختم فؤاد حديثه بالتأكيد على أن الاحتفال بميلاد خير البشر ليس مظهرًا شكليًا أو مجرد طقوس، بل هو دعوة للعودة إلى جوهر الدين، وإلى الاقتداء بالرسول الذي بعث رحمة للعالمين، مشيرًا إلى أن عظمة هذه المناسبة تكمن في ما تحمله من قيم إنسانية وأخلاقية تعكس نور الرسالة المحمدية.