زلزال جديد بقوة 5.5 يضرب جنوب شرق أفغانستان

شهدت أفغانستان وقوع زلزال جديد جنوب شرق البلاد زلزالًا جديدًا بلغت قوته 5.5 درجات، مما أسفر عن وقوع الكثير من الضحايا، وتواصل السلطات جهودها لانتشال الجثث من تحت الأنقاض في ولايات ننكرهار وكونار ولغمان بشرق أفغانستان، عقب الزلزال المدمر الذي ضرب المنطقة ليلة الإثنين، شهد .
ويأتي هذا الزلزال في وقت تحولت فيه قرى كاملة إلى أطلال، بعد أن انهارت البيوت الطينية والخشبية على رؤوس قاطنيها، وتلاشت الطرقات الضيقة تحت سحب كثيفة من الغبار، بحسب صور جوية نشرتها وزارة الداخلية الأفغانية صباح اليوم الثلاثاء، كاشفةً عن حجم الدمار والمأساة الإنسانية.
وقد أظهرت الصور تسوية قرى بأكملها بالأرض، فيما تعيش مئات الأسر في خيام مؤقتة، وسط محاولات يائسة للعثور على ناجين تحت الأنقاض.
أكثر من 1400 قتيل وآلاف الجرحى
الزلزال الذي بلغت شدته 6 درجات أدى إلى مقتل أكثر من 1400 شخص، وإصابة ما يفوق 3000 آخرين بجروح، وفق ما أكدته مصادر رسمية. إلا أن التقديرات تشير إلى أن الحصيلة قد تكون أعلى بكثير، خاصة في ظل استمرار عمليات الإنقاذ في المناطق الجبلية النائية التي يصعب الوصول إليها.
وبحسب ما أفاد به مركز رصد الزلازل، فإن مركز الهزة كان على بُعد 27 كيلومترًا من مدينة جلال آباد، وعلى عمق لا يتجاوز 8 كيلومترات، وهو ما يفسر الأضرار الجسيمة التي خلفها.
وأوضح محمد حمد، المتحدث باسم هيئة إدارة الكوارث، أن فرق الإنقاذ واصلت عملها طوال الليل رغم العقبات الكبيرة، لا سيما الانهيارات الأرضية التي أغلقت طرقًا رئيسية وأعاقت الوصول إلى بعض البلدات المتضررة.
بدوره، صرح إحسان الله إحسان، مدير وكالة إدارة الكوارث في ولاية كونار، بأن الأولوية الآن تتركز على إسعاف الجرحى، وتوفير المأوى المؤقت والوجبات الساخنة للناجين الذين فقدوا منازلهم.
وفي بلدتي وادير ومزار دارة، يعمل السكان منذ أكثر من 36 ساعة باستخدام أدوات بدائية كالمجارف وأيديهم المجردة، بحثًا عن أحياء تحت الأنقاض.
مساعدات محلية ودولية تتدفق
وبدأت المروحيات العسكرية صباح اليوم في تنفيذ مهام إغاثية جديدة، تتضمن إيصال المساعدات الطارئة وإجلاء الجرحى من المناطق المنكوبة.
من جهتها، أعلنت وكالات تابعة للأمم المتحدة تخصيص خمسة ملايين دولار كدفعة أولى من صندوق الاستجابة الطارئة لتقديم الدعم الفوري للمتضررين، فيما أكدت الحكومة البريطانية تقديم مليون جنيه إسترليني لمساعدة العائلات المتضررة من الكارثة.
دولة هشّة في مواجهة الكوارث
تجدر الإشارة إلى أن أفغانستان تُعد من أفقر دول العالم، وتواجه أزمة إنسانية خانقة بعد أكثر من أربعة عقود من الحروب المتتالية. وبحسب تقارير البنك الدولي، يعيش نحو نصف السكان تحت خط الفقر، فيما فاقم انسحاب المساعدات الدولية منذ عودة طالبان إلى السلطة في عام 2021 من هشاشة البنية التحتية وقدرة الدولة على الاستجابة للكوارث الطبيعية.
وتقع البلاد في منطقة زلزالية نشطة، لاسيما عند سلسلة جبال هندوكوش التي تقع على التقاء الصفائح التكتونية الهندية والأوراسية، والتي تُمثل وحدها نحو 15% من النشاط الزلزالي العالمي. فمنذ عام 1900، سجل شمال شرق أفغانستان 12 زلزالًا تجاوزت قوتها 7 درجات.
وكانت ولاية هرات قد شهدت في أكتوبر الماضي زلزالًا بقوة 6.3 درجات، تبعته سلسلة من الهزات الارتدادية، مما أدى إلى مقتل أكثر من 1500 شخص، وتدمير أكثر من 63 ألف منزل، بالإضافة إلى تدمير ما يزيد عن 300 مدرسة ومركز تعليمي، في واحدة من أسوأ الكوارث الطبيعية التي شهدتها البلاد خلال ربع قرن.