عاجل

أشتري حلوى المولد أم الاحتفال به بدعة؟.. أمين الفتوى يجيب |خاص

الدكتور هشام ربيع
الدكتور هشام ربيع

تحتفي الأمة الإسلامية الخميس بـ ذكرى المولد النبوي الشريف لعام 1447 هجريًا، وقد اعتاد المصريين توزيع حلوى المولد والتهادي بها فهل في الأمر بدعة مذمومة أم يجوز لهم ذلك؟، وهو السؤال الذي توجهنا به إلى الدكتور هشام ربيع أمين الفتوى بدار الإفتاء ضمن برنامجه نور الفتوى على منصة «نيوز رووم».

حلوى المولد.. ما هي مظاهر الاحتفال المشروعة بـ مولد النبي؟ 

يقول الدكتور هشام ربيع في بيان حكم شراء حلوى المولد والتهادي بها، إن سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم يقول في حديث بسيط ومختصر ومباشر يقول: «لا يُؤمن أحدُكم حتى أكون أحبَّ إليه من نفسه وولده ووالديه والناس أجمعين»، مضيفًا : «خلي بالك حب سيدنا النبي لا يكون إلا في القلب، ثم يظهر على المشاعر ومظاهر الاحتفال، التي من بينها ما يقوم به المصريون من تقديم حلاوة المولد».

وشدد على أن الوالد يدخل على أسرته حلاوة المولد ويتهادى الناس بها، ترديد الأذكار الثابتة عن سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم في المساجد، وتذاكر سيرة سيدنا النبي كل هذه من مظاهر الاحتفال المشروعة، مؤكدًا أنه ليس بدعة ولا حرامًا، فليس كل أمر لم يكن على عهد النبي بدعة، وأن التجمع على سيرة سيدنا، إطعام الطعام، توزيع حلاوة المولد إمعانًا بحب سيدنا النبي جائز.

حكم شراء حلوى المولد النبوي والتهادي بها

وفي فتوى سابقة لدار الإفتاء قال الدكتور شوقي علام المفتي السابق، إن الاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف والفرح بها من أفضل الأعمال وأعظم القربات.

وتابع: يندب إحياء هذه الذكرى بكافة مظاهر الفرح والسرور، وبكل طاعة يُتقرب بها إلى الله عز وجل، ويَدخُل في ذلك ما اعتاده الناسُ من شراء الحَلوى والتهادي بها في المولد الشريف؛ فرحًا منهم بمولده صلى الله عليه وآله وسلم، ومحبةً منهم لما كان يحبه.

واستدل بما ورد عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: "كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم يُحِبُّ الحَلْوَاءَ، وَيُحِبُّ العَسَلَ" رواه البخاري وأصحاب السنن وأحمد، فكان هذا الصنيعُ منهم سُنةً حسنة، كما أن التهادي أمر مطلوب في ذاته؛ لقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «تَهَادوْا تَحَابوْا» رواه الإمام مالك في "الموطأ"، ولم يَقُمْ دليلٌ على المنع من القيام بهذا العمل أو إباحَتِه في وقت دون وقت، فإذا انضمت إلى ذلك المقاصد الصالحة الأخُرى؛ كَإدْخَالِ السُّرورِ على أهلِ البيت وصِلة الأرحامِ فإنه يُصبح مستحبًّا مندوبًا إليه، فإذا كان ذلك تعبيرًا عن الفرح بمولدِ المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم كان أشَدَّ مشروعيةً وندبًا واستحبابًا؛ لأنَّ "للوسائل أحكام المقاصد".

الرد على دعوى بدعية شراء حلوى المولد وأنها أصنام

أما الزعم بأن شراء الحلوى في المولد أنها أصنام، وأنها بدعة وحرام، وأنه لا يجوز الأكل منها، ولا إهداؤها: فهو كلام باطل يدل على جهل قائليه بالشرع الشريف، وضحالة فهمهم لمقاصده وأحكامه؛ فإنها أقوال مبتدعة مرذولة لم يَقُلْها أحدٌ من علماء المسلمين في قديم الدهر ولا حديثه، ولم يُسبَق أصحابُها إليها، ولا يجوز العملُ بها ولا التعويل عليها؛ إذ فيها تشبيه للمسلمين المحبين لله ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم بالمشركين العاكفين على الأصنام، وهذا مسلك الخوارج الذين يعمدون إلى النصوص التي جاءت في المشركين فيحملونها على المسلمين، والله سبحانه وتعالى يقول منكرًا على أصحاب هذا المنهج: ﴿أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ ۝ مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ﴾ [القلم: 35-36]، ويلزم من هذه الأقوال الفاسدة تحريم مظاهر الفرح بمولد النبي المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم، وهذا مع مخالفته للفطرة السوية هو مخالف لعمل الأمة المحمدية، فالمسلمون عبر القرون يُهدون ويفرحون بالتوسعة على الفقراء والعيال في ذكرى المولد الشريف، من غير نكير، فرحًا بمولد الهادي البشير صلى الله عليه وآله وسلم، والنفوس مجبولة على الفرح بمن تحب، والنبي صلى الله عليه وآله وسلم هو أعظم من يُحَبُّ، وأَوْلَى من يُفرَح به، وهذه الدعوى الفاسدة تستلزم تضليل الأمة وتجهيل علمائها عبر الأمصار والأعصار.

تم نسخ الرابط