عاجل

ذكرى الحرب العالمية الثانية.. الصين تعيد كتابة تاريخ انتصارها لخدمة أجندتها

الصين
الصين

في الذكرى الثمانين لاستسلام اليابان ونهاية الحرب العالمية الثانية، تسعى الصين إلى إعادة تشكيل السردية التاريخية لانتصارها بما يتناغم مع طموحاتها الجيوسياسية المعاصرة.

وفي هذا السياق، تتحضر بكين لتنظيم عرض عسكري واسع النطاق يبرز قوتها العسكرية المتنامية، بالتزامن مع حملة منظمة داخل الأوساط الأكاديمية ووسائل الإعلام الرسمية لإعادة قراءة مرحلة الحرب، من خلال مقالات وتحليلات صادرة عن مراكز أبحاث ومجلات حكومية.

وذكرت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية أن الرواية التي تروج لها الصين تُظهر أن الدعم الأمريكي خلال الحرب العالمية الثانية كان مدفوعًا باعتبارات مصلحية بحتة، مع التأكيد على أن الصين كانت قادرة على الصمود وتحقيق النصر حتى بدون هذا الدعم.

دور أمريكا مقابل السردية الصينية الجديدة

ورغم هذه الرواية، يشير مؤرخون من الصين والغرب إلى أن الدعم الأمريكي كان حاسمًا في بقاء الصين خلال سنوات الحرب، خاصة عبر الآتي:

  • برنامج "الإعارة والتأجير" الذي قدّم ما يقارب 700 مليون دولار من المعدات العسكرية.
  • دور الطيارين المتطوعين الأمريكيين، المعروفين بـ"نمور الطيران".
  • المساهمة الاستشارية العسكرية للجنرال جوزيف ستيلويل، الذي عمل كمستشار للقوات الصينية.

التركيز على الاتحاد السوفيتي

في المقابل، بدأت الرواية الرسمية الجديدة في تمجيد الدور السوفياتي، مشيرة إلى تدخل الطيارين الروس منذ ثلاثينيات القرن الماضي، في ظل اتهامات موجهة للغرب بتقليل شأن هذا الدور ومحاولة تهميشه.

ويُعتقد أن هذا التحول في السرد التاريخي يأتي على خلفية تصاعد التوترات بين بكين وواشنطن، لا سيما في أعقاب حرب الرسوم الجمركية وسياسات "الاحتواء" الأمريكية، مما دفع الصين إلى تعزيز شراكتها الإستراتيجية مع موسكو.

رؤية شي جين بينج.. تجاهل الغرب والاحتفاء بالتحالف مع روسيا

وفي مقالة نشرت باسم الرئيس الصيني شي جين بينج في صحيفة روسية خلال زيارته الأخيرة إلى موسكو، تم التأكيد على أن قراءة التاريخ بطريقة صحيحة تعني الاعتراف بأن الصين والاتحاد السوفياتي هما من شكّلا قلب الانتصار على الفاشية، دون أي إشارة إلى الدور الأمريكي أو الغربي في هذا النصر.

قراءة الماضي بعين المستقبل

يرى مراقبون أن هذه الذكرى تمثل فرصة استراتيجية للصين لفرض سرديتها الخاصة بالتاريخ، وتقديم نفسها كقوة عالمية صاعدة ذات دور محوري في الماضي والحاضر.

ويجمع عدد من الخبراء على أن بكين تسعى عبر هذه المقاربة إلى إعادة توجيه الذاكرة التاريخية بما يعزز مكانتها الدولية ويخدم مصالحها الإستراتيجية في مواجهة الغرب.

تم نسخ الرابط