بلال بن رباح.. قصة مؤذن الرسول وأوّل من آمن من العبيد

بقي نحو 6 أيام على رمضان، فمع اقتراب اليوم الثالث والعشرين من نهايته، يسلط موقع "نيوز رووم" الضوء على الصحابي الجليل بلال بن رباح رضي الله عنه.
أوّل من آمن من العبيد
بلال بن رباح القُرشيّ التيميّ -رضي الله عنه-، مولى أبي بكر الصديق -رضي الله عنه-، وأُمّهُ حمامة، ويُكنّى بأبي عبد الرحمن، وقيل: بأبي عبد الكريم، وقيل: بأبي عمرو، وقيل: بأبي عبد الله. من مواليد السراة في أهل الشام، من موالي بني تيم، قال عنه أبو عُمر: له أخٌ اسمهُ خالد، وأُخت تُسمّى غفيرة أو عقرة، وهي مولاة عُمر بن عبد الله -رضي الله عنه-.
كان بلال بن رباح -رضي الله عنه- أوّل من آمن من العبيد، حيثُ كان يرعى غنماً لعبد الله بن جدعان، يذكر صاحب "سير أعلام النبلاء" عن عبد الله ، أول من أظهر إسلامه سبعة : رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأبو بكر، وعمار، وأمه سمية، وبلال، وصهيب، والمقداد . فأما النبي - صلى الله عليه وسلم - وأبو بكر فمنعهما الله بقومهما، وأما سائرهم فأخذهم المشركون ، فألبسوهم أدراع الحديد ، وصهروهم في الشمس، فما منهم أحد إلا واتاهم على ما أرادوا إلا بلال ; فإنه هانت عليه نفسه في الله ، وهان على قومه ، فأعطوه الولدان ، فجعلوا يطوفون به في شعاب مكة، وهو يقول: أحد، أحد".
عن أبي هريرة قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لبلال عند صلاة الصبح: حدثني بأرجى عمل عملته في الإسلام ; فإني قد سمعت الليلة خشفة نعليك بين يدي في الجنة. قال: ما عملت عملا أرجى من أني لم أتطهر طهورا تاما في ساعة من ليل ولا نهار إلا صليت لربي ما كتب لي أن أصلي".
وجاء عن حسين بن واقد : حدثنا ابن بريدة سمعت أبي يقول : أصبح رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فدعا بلالا، فقال : بم سبقتني إلى الجنة؟ ما دخلت الجنة قط إلا سمعت خشخشتك أمامي، إني دخلت الجنة البارحة، فسمعت خشخشتك أمامي، وأتيت على قصر من ذهب ، فقلت : لمن هذا ؟ قالوا : لعمر . فقال بلال : ما أذنت قط إلا صليت ركعتين، وما أصابني حدث إلا توضأت، ورأيت أن لله علي ركعتين أركعهما، فقال: بها.
أذان بلال بن رباح بعد وفاة الرسول
جاء عن أبي الدرداء قال : لما دخل عمر الشام، سأل بلال أن يقره به، ففعل ، قال : وأخي أبو رويحة الذي آخى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بيني وبينه ، فنزل بداريا في خولان، فأقبل هو وأخوه إلى قوم من خولان، فقالوا : إنا قد أتيناكم خاطبين، وقد كنا كافرين فهدانا الله ، ومملوكين فأعتقنا الله ، وفقيرين فأغنانا الله، فإن تزوجونا فالحمد لله، وإن تردونا فلا حول ولا قوة إلا بالله . فزوجوهما .
ثم إن بلالا رأى النبي - صلى الله عليه وسلم - في منامه وهو يقول: ما هذه الجفوة يا بلال؟ أما آن لك أن تزورني؟ فانتبه حزينا، وركب راحلته ، وقصد المدينة ، فأتى قبر النبي - صلى الله عليه وسلم - فجعل يبكي عنده، ويمرغ وجهه عليه، فأقبل الحسن والحسين ، فجعل يضمهما ويقبلهما، فقالا له : يا بلال ، نشتهي أن نسمع أذانك . ففعل ، وعلا السطح، ووقف، فلما أن قال : الله أكبر ، الله أكبر ارتجت المدينة ، فلما أن قال : أشهد أن لا إله إلا الله ، ازداد رجتها ، فلما قال : أشهد أن محمدا رسول الله، خرجت العواتق من خدورهن ، وقالوا : بعث رسول الله ، فما رئي يوم أكثر باكيا ولا باكية بالمدينة بعد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من ذلك اليوم.
وفاة بلال بن رباح رضي الله عنه
قال سعيد بن عبد العزيز : لما احتضر بلال قال : غدا نلقى الأحبة محمدا وحزبه ، قال : تقول امرأته : واويلاه ! فقال : وافرحاه ! .
قال محمد بن إبراهيم التيمي ، وابن إسحاق ، وأبو عمر الضرير ، وجماعة : توفي بلال سنة عشرين بدمشق . قال الواقدي : ودفن بباب الصغير وهو ابن بضع وستين سنة. وقال علي بن عبد الله التميمي: دفن بباب كيسان. وقيل: مات سنة إحدى وعشرين.
وقال مروان بن محمد الطاطري : مات بلال في داريا، وحمل فقبر في باب الصغير. وقال عبد الجبار بن محمد في " تاريخ داريا": سمعت جماعة من خولان يقولون : إن قبره بداريا بمقبرة خولان. وأما عثمان بن خرزاذ فقال: حدثنا محمد بن أبي أسامة الحلبي، حدثنا أبو سعد الأنصاري عن علي بن عبد الرحمن: قال مات بلال بحلب، ودفن بباب الأربعين.