خبير دولي: 90% من حوادث الغرق سببها السلوكيات الخاطئة على الشواطئ

قال الدكتور رأفت حمزة، مدرب الغوص والإنقاذ الدولي، إن معظم حوادث الغرق التي تشهدها السواحل المصرية في السنوات الأخيرة لا ترتبط فقط بالعوامل الطبيعية كالتغيرات المناخية أو اضطراب الأمواج، بل تعود في المقام الأول إلى سلوكيات خاطئة يرتكبها المصطافون.
أسباب حالات الغرق
وأوضح حمزة، خلال لقائه في برنامج «أهل مصر» المذاع عبر قناة «أزهري»، أن الدراسات تشير إلى أن نحو 90% من حالات الغرق تنتج عن تجاهل قواعد السلامة الأساسية، مثل السباحة في مناطق غير مخصصة، أو القفز في المياه دون إحماء، أو السباحة أثناء اضطراب البحر.
وأضاف أن عدد المنقذين في بعض الشواطئ لا يتناسب مع حجم الإقبال، مشددًا على ضرورة وجود منقذ واحد على الأقل لكل 50 مترًا من الشاطئ لضمان سرعة الاستجابة في حالات الطوارئ.
تكثيف حملات التوعية
ودعا حمزة إلى تكثيف حملات التوعية لمرتادي الشواطئ، وزيادة فرق الإنقاذ المزودة بالمعدات الحديثة، إلى جانب تدريب الشباب على قواعد السباحة الآمنة والإسعافات الأولية.
وشدد على أن الحد من هذه الحوادث يتطلب تعاونًا جادًا بين الدولة والمجتمع، من خلال احترام التعليمات والإشارات التحذيرية، والاستثمار في تطوير البنية التحتية للشواطئ، مؤكدًا أن الطبيعة قد تكون خطرة، لكن الوعي والالتزام كفيلان بإنقاذ الأرواح.
في سياق متصل، قال اللواء الدكتور رضا فرحات، نائب رئيس حزب المؤتمر وأستاذ العلوم السياسية، إن تكرار حوادث الغرق على الشواطئ المصرية أصبح ظاهرة تستدعي التدخل السريع لتطوير أسلوب إدارة الشواطئ بشكل أكثر تكاملاً واحترافية.
وأوضح في تصريح خاص لـ"نيوز روم" ، أن الجهود المبذولة من جانب الدولة والمحافظات واضحة وملموسة، لكنها بحاجة إلى مزيد من التنسيق والتطوير لمواكبة التحديات المتزايدة.
ثروة طبيعية وسياحية
وأضاف فرحات أن مصر تمتلك شواطئ تمتد لمسافات طويلة على البحرين الأحمر والمتوسط، مما يمثل ثروة طبيعية وسياحية ضخمة. هذه السواحل، كما قال، تختلف في طبيعتها من منطقة إلى أخرى، حيث تتسم بعض الأماكن بارتفاع الأمواج وشدة التيارات، مما يزيد من احتمالات الخطورة على المواطنين.
لافتًا إلى أن هناك العديد من الزوار الذين يفتقرون للوعي الكافي بمخاطر السباحة في تلك المناطق، مما يضاعف من الحوادث.
التغيرات المناخية تزيد من المخاطر
وأشار إلى أن من أبرز الأسباب التي تساهم في وقوع حوادث الغرق، هو قلة الالتزام من بعض الزوار بالتعليمات والإرشادات الموضوعة، ومحاولات البعض السباحة في مناطق غير مخصصة للسباحة.
وأوضح أن التغيرات المناخية والبيئية قد تؤدي أيضًا إلى ارتفاع مفاجئ في حركة الأمواج، مما يجعل الشواطئ أكثر خطورة في بعض الأحيان.