نائب رئيس جامعة الأزهر:الزكاة نظام اقتصادي واجتماعي يحقق التنمية المستدامة داخل المجتمع|فيديو

أكد الدكتور محمد عبد المالك، نائب رئيس جامعة الأزهر، أن الإسلام دين يقوم على اليسر والرحمة، حيث يحرص على تخفيف الأعباء عن المسلمين في العبادات المختلفة، وهو ما يظهر جليًا في تشريعاته المتعددة، ومن أبرزها الزكاة، التي تمثل أحد أركان الإسلام الخمسة، وقد قرنها الله عز وجل بالصلاة في مواضع كثيرة من القرآن الكريم، تأكيدًا على أهميتها في بناء مجتمع متكافل وعادل.
الزكاة منظومة شاملة تحقق التوازن الاجتماعي
وخلال استضافته في برنامج "مع الصائمين"، المذاع على قناة الناس، أشار الدكتور عبد المالك إلى أن الزكاة ليست مجرد عبادة مالية يقوم بها المسلمون، بل هي منظومة شاملة تهدف إلى تحقيق التوازن الاجتماعي، فهي تطهر النفس من البخل والطمع، كما أنها تساهم في دعم الفقراء والمحتاجين، مما يؤدي إلى تقليل الفجوة بين طبقات المجتمع وتحقيق مبدأ التكافل الذي يعد ركيزة أساسية في الإسلام.
وأضاف أن تشريع الزكاة لم يكن تفصيليًا في بداية الدعوة الإسلامية، لكنه اتخذ شكله النهائي بعد الهجرة النبوية، حيث حددت مقاديرها وأنصبتها في السنة الثانية للهجرة، ومنذ ذلك الحين أصبحت الزكاة واجبًا شرعيًا لا يجوز التفريط فيه، موضحًا أن من يمنع إخراج الزكاة يكون قد أخلّ بأحد أركان الإسلام، مما يعكس مدى أهمية هذه الفريضة ودورها في استقرار المجتمع الإسلامي.
موقف الصحابة
وتطرق نائب رئيس جامعة الأزهر، إلى موقف الصحابة من الزكاة، حيث شدد على أن الخليفة الأول للمسلمين، سيدنا أبي بكر الصديق رضي الله عنه، اتخذ موقفًا صارمًا تجاه الذين حاولوا الامتناع عن أدائها بعد وفاة النبي ﷺ، وأعلن الحرب عليهم باعتبارهم مفرطين في ركن أساسي من أركان الإسلام، وهو ما يدل على مكانة الزكاة في التشريع الإسلامي، وضرورة الحفاظ عليها لضمان تحقيق العدل الاجتماعي.
وفي سياق متصل، أكد نائب رئيس جامعة الأزهر أن الإسلام دين الرحمة والاختيار، ولم يكن في أي مرحلة من تاريخه قائمًا على الإكراه، بل اعتمد على الحكمة والموعظة الحسنة في دعوته الناس إلى الالتزام بأوامر الله، مستشهدًا بقول الله تعالى:" لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي"، مما يبرز المنهج الوسطي للإسلام في التعامل مع مختلف القضايا.

التنمية المستدامة
وأكد على أن الزكاة ليست مجرد التزام مالي يؤديه المسلم، بل هي نظام اقتصادي واجتماعي يهدف إلى تحقيق التنمية المستدامة، حيث تعمل على تدوير الثروات داخل المجتمع، وتحفز الأغنياء على الشعور بمسؤولياتهم تجاه الفقراء، مما يسهم في استقرار المجتمع وتقوية أواصر المحبة والتراحم بين أفراده.